هند زيتوني - عنصرية

أرى غيمَ بلادي يلاحقني في المدن الجديدة
يحرسُ رأسي من سُمِّ الأفكار الغريبة ، من شياطين الليل والنهار
ويحميني من وهجِ الاشتياق
يمطرُني بالحبّ
عندما أحزن
يقال لي: إنني راكب جملاً ولا أجيد السباحة في بحر الحضارة العميق
أشربُ القهوة العربية بدل المارجاريتا أو الفودكا
أَجيد رمي النرد والحجر بدل رمي العصافير برصاصة طائشة
تسكرني قبلةٌ من ثغر فتاة سمراء
كان عليّ أن أترجَّل عن حصانٍ ايامي
الهزيل وأكتفي بالأحلام فحسب !
لو كنتُ من قبيلة الزولو الأفريقية
لنظر إليّ العالم المتحضِّر
بأنني دخيلٌ على الحضارة الحديثة
لأن جلدي لم تبيِّضْه آخر مستحضراتِ التجميل
ماذا يضرُّ لو أنني زنجيٌّ وأسناني بيضاء؟
شَعري، نبتةٌ غريبةٌ ومجعَّدة لا يطيرُ مع الرِّيح ؟
لا أكرهُ شفتيَّ السَّميكتيْن
و لا أتمنَّى الشفاهَ الرَّقيقةَ والشَّعر الأصفر .
أتماهى في المساء مع الليل
وندفنُ أسرارنا معاً في سُرّة الأرض
ماذا يضرُّ لو كنت من قبيلة الأباتشي
أرقصُ تحت الشَّمس على قرع الطبول؟
وشعري الأسود المسترسل
يتطاير مع الأنغام ؟
أصلّي مع أبنائي لأصادق النار
أدهنُ جسدي باللون الأحمر لأخفي وجعي
أطاردُ جاموساً برِّياً لآكلَه قبل أن يطاردَني أحد .

هند زيتوني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى