"طائر - مفتقد الهوية - يغرد، ينثر نغما رجراجاَ .
يعدو خماصاَ ويعود خماصاَ.
يبلغ به الجوع شأو التلاشي .
يستغيث بغسق الرمق، لا أحد يسمع أو ينصت .
يتوارى ـ كالعادة ــ مبتعدا عن الأنظار .
بومة تنعق فوق برج المدينة،تصغي الآذان لشدوها الشجى ،تتلقفها الهبات ."
هكذا قص الحكيم - الآبق من أسر الزمان والمكان - نتفا من حديث ممطوط. تلاميذه القليلون يكفرون بنقاء أوراق الدرس .
يدعونها جانباَ .
يكسرون أقلامهم.
تتعطل حواسهم .
يغادرون المكان الموبوء بطاعون الحق والخير والجمال ،يطفئ الحكيم شعلة الوهج، يهمل قراطيسه ،يغفو :
" تهاجمه لبوءة .
تنهش أنامله .
تبول على عقله المقرفص بين جنبات رأسه المشطورة .
تنثر سائل التشرذم داخل حجرات المضخة/القلب .
تهب رياح هوجاء.
تتقاذف براد الشاى ،تكوم أتربة كالحة الأصفرارفوق الكراسات المتناثرة هنا وهناك ، تزحف الصحراء لتبتلع الفراش المنكوش .
تخمش اللبوءة جسده المسجى ."
يفيق من غفوته مذعوراَ.
يجول بناظريه فاحصا محيط الغرفة الهامد .
كل شئ مطرحه ؛ رزم الأوراق ؛ محبرة ؛ قلم ؛ براد الشاى ؛ سخان مهتوم الحواف.
تقع عيناه على قنينة فارغة .
يتباطأ واقفاَ .
ينقع الأوراق فى دورق طافح بالمياه ، يملأ القنية بعصير الأوراق .
يسلك دورب القرية الشائكة ، الغادون والرائحون يلعنون الجنون .
يحل المساء .
يتوغل في أحراش القرية.
تحتل الأغبرة فراغ البسيطة ، تزكم الأنوف ، تعتاد الصدور الطقس المضطرب .
وكلاء الثور – الذي يشيل الأرض فوق قرنيه – يروق لهم الهياج المفٌتعل . تُغلق الدور .
يناضل الحكيم الهياكل الخراسانية.
يشعل مصباح القنينة ؛ لا شئ سوى جدر صماء ، يتفوه :
تنضح دنيا الغبار غباراً .
يتململ الثور بعنف ، يأبي الخمول.
يستطير الغبار ، خلف شرفات البناية الواسعة يقر تلاميذ الحكيم :
الحكيم "عبيط" .
تهدأ الطبيعة المتماوجة ، يروج سابقو عهد التلمذة :
في أوراقنا الترياق ؛ أمبولات الشفاء .
تصفيق ، تطبيل ، تزمير .
عطب المصباح .
تراجع الي غرفته الشعثاء .
نظر إلي السقف المطنفس بنسيج العنكبوت .
نبتت في شقوق السقف أفاع متنمرة الخيانة.
انتوى أن يبيت ليلته ولا يخش أحداً، فليرخ عظامه المتحفزة ، ليغمض جفنيه .
تتبأر أشعة المصبح اللا مرئية ، تخترق الأسوجة .
أحاط به النعاس .
اللمبة " العويل " تستكشف فرجات النفوس المسوسة .
بات جسده كخرقة معصورة .
المشكاة تفضح زحف الهوام نحو بدنه المنثني.
يقف علي نافخوه النائم هربا من الجحافل المحيطة .
يتنسل شعره اللولب.
يفقد المصباح خاصيته .
عصام الدين محمد أحمد
يعدو خماصاَ ويعود خماصاَ.
يبلغ به الجوع شأو التلاشي .
يستغيث بغسق الرمق، لا أحد يسمع أو ينصت .
يتوارى ـ كالعادة ــ مبتعدا عن الأنظار .
بومة تنعق فوق برج المدينة،تصغي الآذان لشدوها الشجى ،تتلقفها الهبات ."
هكذا قص الحكيم - الآبق من أسر الزمان والمكان - نتفا من حديث ممطوط. تلاميذه القليلون يكفرون بنقاء أوراق الدرس .
يدعونها جانباَ .
يكسرون أقلامهم.
تتعطل حواسهم .
يغادرون المكان الموبوء بطاعون الحق والخير والجمال ،يطفئ الحكيم شعلة الوهج، يهمل قراطيسه ،يغفو :
" تهاجمه لبوءة .
تنهش أنامله .
تبول على عقله المقرفص بين جنبات رأسه المشطورة .
تنثر سائل التشرذم داخل حجرات المضخة/القلب .
تهب رياح هوجاء.
تتقاذف براد الشاى ،تكوم أتربة كالحة الأصفرارفوق الكراسات المتناثرة هنا وهناك ، تزحف الصحراء لتبتلع الفراش المنكوش .
تخمش اللبوءة جسده المسجى ."
يفيق من غفوته مذعوراَ.
يجول بناظريه فاحصا محيط الغرفة الهامد .
كل شئ مطرحه ؛ رزم الأوراق ؛ محبرة ؛ قلم ؛ براد الشاى ؛ سخان مهتوم الحواف.
تقع عيناه على قنينة فارغة .
يتباطأ واقفاَ .
ينقع الأوراق فى دورق طافح بالمياه ، يملأ القنية بعصير الأوراق .
يسلك دورب القرية الشائكة ، الغادون والرائحون يلعنون الجنون .
يحل المساء .
يتوغل في أحراش القرية.
تحتل الأغبرة فراغ البسيطة ، تزكم الأنوف ، تعتاد الصدور الطقس المضطرب .
وكلاء الثور – الذي يشيل الأرض فوق قرنيه – يروق لهم الهياج المفٌتعل . تُغلق الدور .
يناضل الحكيم الهياكل الخراسانية.
يشعل مصباح القنينة ؛ لا شئ سوى جدر صماء ، يتفوه :
تنضح دنيا الغبار غباراً .
يتململ الثور بعنف ، يأبي الخمول.
يستطير الغبار ، خلف شرفات البناية الواسعة يقر تلاميذ الحكيم :
الحكيم "عبيط" .
تهدأ الطبيعة المتماوجة ، يروج سابقو عهد التلمذة :
في أوراقنا الترياق ؛ أمبولات الشفاء .
تصفيق ، تطبيل ، تزمير .
عطب المصباح .
تراجع الي غرفته الشعثاء .
نظر إلي السقف المطنفس بنسيج العنكبوت .
نبتت في شقوق السقف أفاع متنمرة الخيانة.
انتوى أن يبيت ليلته ولا يخش أحداً، فليرخ عظامه المتحفزة ، ليغمض جفنيه .
تتبأر أشعة المصبح اللا مرئية ، تخترق الأسوجة .
أحاط به النعاس .
اللمبة " العويل " تستكشف فرجات النفوس المسوسة .
بات جسده كخرقة معصورة .
المشكاة تفضح زحف الهوام نحو بدنه المنثني.
يقف علي نافخوه النائم هربا من الجحافل المحيطة .
يتنسل شعره اللولب.
يفقد المصباح خاصيته .
عصام الدين محمد أحمد