محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - حسناً حين احكي عنكِ

حسناً
حين احكي عنكِ دائماً ما اقول أن نبتة شريرة هي التي اشرفت على نموك
ذلك لأن النباتات الشريرة سريعة التكاثر
و ذات عزيمة مخيفة
وهي ايضاً يصعب التخلص منها
في الصدفة المخيفة التي جمعتنا
حدثت اشياء مرعبة
في الليل وانا أُحادثك ، ولم اكن اعرف اسمك حينها
وكنت قد دونتك
ب " الطرحة الزرقاء "
ذلك أن كل ما يمد اللأزرق بروح يسرقني
ثم رُحنا نتحدث
ونتحدث
تعرفين عني الكثير ، فاشعاري عرتني كثيراً للوجوه
حتى أنني احياناً اقول صباح الخير وانا ابتسم
فيجبني احدهم
" معليش لا تبكي "
لكننا تحدثنا دون بكاء ، ولم نكن للحظات طويلها ، للحظات عمرها ايام نشعر بالنزف
كنا نسبح في جداول زرقاء ، تصفق حولنا جزر صخرية ناعمة ، واشجار ثمارها اصداف
سردت لكِ كل شيء لم اكتبه ، اعدت كتابة قصص قرأتها سلفاً ، عدلت نهد امرأة في قصيدة
ازلت علامات عن بدلة جنرال في قصيدة اُخرى
اعدت زراعة قرية ايضاً ، كانت قد احترقت في قصيدة حزينة
زرعتها منزلا منزلا
قطية قطية
ومدرسة من القش
ثم بعد ثلاثة ايام عرفت اسمك ، وحزنك
عرفتِ فراشي ، فرشاة اسناني ، كراساتي ذات الاغلفة الممزقة ، بوكوفسكي وعاهراته ، موضع سلالتي من ذاكرة الارض
وروحنا بعدها
نتخلص من الاشخاص حولنا ، كاطعمة تالفة تزحم الثلاجة ، هكذا
هذه امرأة لا تُجيد طرق الباب
هذا صديق ، لا يجيد الثمالة بالشعر
هذا جار مُزعج
وانتِ فعلت المثل
هكذا افرغنا العالم من الجميع ، سوى منا
وكم كان مزدحما بنا
عالمنا الصغير
حتى أنه
عندما جاء الزلزال ، الذي حطم كل شيء ، خرج كثير من الاشخاص من المباني الكثيرة في عالمنا
كثير من النسخ التي تشبهنا ، مشدوهة وهلعة ، تنظر الى المباني وهي تتهاوى
كثير من الاطفال الذين يشبهوننا ، تحملهم امهات يشبهننا ايضاً
كثير من العائلات التي كانت سعيدة
لقد نجح الجميع في الهرب
انا وانت فقط
من دفنا تحت الانقاض
انا وانتِ فقط
من وقفنا على الاطلال ، وشيعنا موتانا في الشعر

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى