سامي الذيب - العميان في القرآن

بشار بن برد، إمام الشعراء المولدين، المتوفي قرابة عام 715
أبو العلاء المعري، شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، المتوفي عام 1057
طه حسين، عميد الأدب العربي، المتوفي عام 1973
ثلاثة من الشخصيات المرموقة في الأدب العربي، حرمتهم الحياة من حاسة البصر، ووهبتهم نور البصيرة.
.
تكلمت اليوم من خلال السكايب مع شاعرة عرفتني قبل ان اعرفها من خلال حلقاتي في برنامج البط الأسود https://goo.gl/JcdJSE ولن اعطيكم تفاصيل اخرى.
اتصلت بي معربة عن سعادتها بالتكلم معي بعد سماعا حلقاتي. فوضعت الكاميرا وسالتها إن تراني على شاشتها، فقالت لي لا اراك. طننت ان جهازي لا يعمل، ولكنها اخبرتني بأنها كفيفة. كانت مفاجأة لي. فهذه أول مرة يتصل بي شخص كفيف. فسالتها: كيف وصلتي إلى عنواني؟ وكيف كتبتي لي لتطلب صداقتي على السكايب؟ فشرحت لي الأمر وقدمت نفسها. فبكيت وفرحت في نفس الوقت. واعربت لها عن اعتزازي بصداقتها ورجوتها بأن تكون صديقتي مدى الحياة. لقد اضاءت لي شمعة في حياتي، واعطتني درسا لن انساه في العصامية. فقدت البصر، ولكن الطبيعة عوضتها بنعمة البصيرة والإرادة الفولاذية.
.
تكلمنا ما يزيد عن الساعتين، وكان بودي ان يدوم الحديث سنتين. سوف احتفظ بما قالته لي. واظنكم سوف تغارون مني لحظي في التكلم معها، وتريدون ان تعرفوا ما قالته لي. ولكن لن اقله لكم. والشيء الوحيد الذي سوف اقوله لكم هو سؤالها: لماذا القرآن يعاملنا نحن المكفوفين معالمة سيئة؟ هل من المعقول ان يكون إله القرآن في مثل هذه القسوة في كلامه عنا؟ الا يكفي ان الله حرمنا من حاسة البصر؟
فقد كانت تريد ان تعرف إن قمت بدراسة حول هذا الموضوع. ففتحت عيني على موضوع لم يخطر على بالي من قبل.
.
كنت قد اشرت في مقالات سابقة إلى تكلم القرآن بالسوء عن الحمار والكلب وغيرهما من الحيوانات ووبخت إله القرآن على ذلك. خاصة ان الحمار قدم خدمات كبيرة للإنسان، والكلب هو الصديق الوفي له. والحيوانات في نظري افضل الف مرة من بني البشر، اذا ما نظرنا للجرائم البشعة التي يرتكبها بنو البشر في العراق وسوريا واليمن وغيرها من بلادنا تعيسة الحظ.
.
واعرف ان القرآن يتسم بموقف عنصري نحو اللون الأسود، مما يثير ضغينة الإخوة السود - كما في الأيات التالية:
واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم (سورة النحل 58)
واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم (سورة الزخرف 17)
ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة اليس في جهنم مثوى للمتكبرين (سورة الزمر 60)
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (سورة آل عمران 106)
.
ولكني لم اعر انتباها لموقف القرآن من اصحاب الإعاقات الجسدية، ومن بينها العمى، والتي جاءت 32 مرة في القرآن اذكرها هنا:
.
سورة البقرة 17-18 : مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون
سورة البقرة 171 : ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون
سورة المائدة 71 : وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون
سورة الأنعام 50 : قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تتفكرون
سورة الأنعام 104 : قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ
سورة الأعراف 64 : فكذبوه فانجيناه والذين معه في الفلك واغرقنا الذين كذبوا باياتنا انهم كانوا قوما عمين
سورة يونس 43 : ومنهم من ينظر اليك افانت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون
سورة هود 24 : مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا افلا تذكرون
سورة هود 28 : قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي واتاني رحمة من عنده فعميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون
سورة الرعد 16 : قل من رب السماوات والارض قل الله قل افاتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار
سورة الرعد 19 : افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولوا الالباب
سورة الإسراء 72 : ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا
سورة الإسراء 97 : ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ماواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا
سورة طه 124 : ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى
سورة طه 125 : قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا
سورة الحج 46 : افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
سورة النور 61 : ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على انفسكم ان تاكلوا من بيوتكم او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم او بيوت اخواتكم او بيوت اعمامكم او بيوت عماتكم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه او صديقكم ليس عليكم جناح ان تاكلوا جميعا او اشتاتا فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون
سورة الفرقان 73 : والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
سورة النمل 66 : بل ادارك علمهم في الاخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون
سورة النمل 81 : وما انت بهادي العمي عن ضلالتهم ان تسمع الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون
سورة القصص 66 : فعميت عليهم الانباء يومئذ فهم لا يتساءلون
سورة الروم 53 : وما انت بهادي العمي عن ضلالتهم ان تسمع الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون
سورة فاطر 19 : وما يستوي الاعمى والبصير
سورة غافر 58 : وما يستوي الاعمى والبصير والذين امنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون
سورة فصلت 17 : واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون
سورة فصلت 44 : ولو جعلناه قرانا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته ااعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد
سورة الزخرف 40 : افانت تسمع الصم او تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين
سورة محمد 23 : اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم
سورة الفتح 17 : ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار ومن يتول يعذبه عذابا اليما
سورة عبس 1-2 : عبس وتولى ان جاءه الاعمى
.
يمكننا ان نقول أن القرآن ينظر للأعمى والعمى نظرة تحقير 30 مرة، بينما يرفع الحرج عن الأعمى مرة واحدة، ويعاتب النبي على اهماله الأعمى مرة واحدة. افهم الأن غيظ صاحبتي عند سماعها لهذه الايات. كما افهم غيظ السود عند سماعهم الآيات التي ذكرتها والتي تبين الطبيعة العنصرية للقرآن. كما اني ارى أن من حق جمعيات حماية الحيوان ان ترفع دعوى على اله القرآن لتعديه السافر على الحيوانات، وخاصة على فرض ذبح حيوان كتضحية للتكفير عن اثم وفي موسم الحج وعيد الأضحى



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى