د. دعاء رخا - عزّزوا عمودَ الشعر

أطرقتُ سمعي لمن قد مرَّ مختلِسا
جوارَ قصري، ولم يسترهبِ الحرَسا
وجاء يدنو وفي خُفيهِ .. خطوتُهُ
لم تيأسِ السَّيرَ سرًّا .. كالذي يَئِسا
والقصرُ عالٍ عتيقٌ .. فيه مئذنةٌ
تؤذنُ (الشِّعرُ فرضٌ .. ليس مُلتبَسا)
عليهِ حيّ .. صلاة لا انحناءَ بها
ولا التفاتَ .. عسانا نحفظُ الأُسُسَا
قصرٌ بلا مَلِكٍ .. قبرٌ .. ومُنتهَكٌ
قبرٌ على مَلِكٍ .. قصرٌ .. إذا حُرِسا
حُزْنٌ، بلا شرفٍ .. لن يُستطاعَ أسىً
إن شئتَ تذكرةً .. فاذكرهُ أندلسا
خُذْها كملهِمةٍ .. بل قيمةٍ عَظُمتْ
زادتْ ثعالبُها، والعكسُ .. ما عُكِسَا
يا .. أمةً نطقتْ بالضادِ منطقَها
القصرُ دون عمودٍ حاملٍ .. نُكِسا
جدِّدْ ملاطَ القصيدِ، اعجنْ بهِ ذَهَبا
لكن، حذارِ البِنَا .. لو مُسَّ، لانطَمسَا
إنَّ اللباسَ خليقٌ أن .. نغيّرَهُ
ف(الموضةُ)اختلِقَتْ -قصرًا- لما لُبِسا
أمّا العِظامُ .. إذا ما انتابَها عِوَجٌ
كدابةٍ دُعِسَتْ، هل عاشَ من دُعِسا؟
الهدمُ بُغْيَتُهم -للقصرِ- ما اقتدروا
والاقتدارُ ابتدا .. لو حارسٌ نَعسا
يا حارسَ القصرِ -أمرًا- كُنْ محاربَهُ
أحكِمْ لجامَكَ؛ هاهمْ أسرجوا الفَرَسَا

د. دعاء رخا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى