عثمان تلاف - يبكي...

كان يبكي بلا توقف...
يبكي ويبكي....
كان يبكي أمه التي ماتت قبل أن يراها،
يبكي أباه الذي تركه يواجه الوجود وحده ورحل حيث أمه،
يبكي حياته التي لا يد له فيها،
يبكي فتاته التي تعالت عليه...
يبكي الوجود الذي جعله سؤالاً حائراً...
يبكي ذاته التي باتت غريبة عنه...
على اشياءه التي فقدها...
على شعوره بالقهر
كان يبكي كل شيء...
يبكي لأجل الجوعى والعطشى والمساكين والمظلومين...
يبكي ويبكي ولا عزاء يثنيه عن البكاء...
حسبه الناس مجنوناً،
ظنوه يعاني من إنسانية زائدة، ومشاعر فائضة...

بيد أنه يبكي حتى من غير سبب ...

فقط يبكي... فلا بديل عن البكاء سواه!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى