سكينة شجاع الدين - احتاجك أبي

ذات صباح سقطت شجرة أمنياتي
بين أغصانها الوارفة كنت أدلل أحلامي امنحها وقتا للتحليق اسعى خلفها تكللني بهجة البقاء متخفيا بين تلك الفروع المتشابكة ساعية خلفي لحمايتي من نوبات فزعي العمياء من مستقبلي المتعرج
أبي كان أغصان شجرتي وفروعها المتينة أطل علي بروحه النقية وحكمته البالغة وسريرته التي لاتومض بغير البهجة يرى وجعي بعيون قلبه فيربت على أطراف شغفي ليدرأ عن قلبي سوء الظن وغفلة السؤال
تأرجحت خطواتي كحبل غسيل تشده إليها رياح الشجن وبهجة الشباب لكنه كان يمسك بزمام روحي برباطة جأش ويسعف ماتعثر من شتات عقلي ليردني إلى قارعة حلم نسجنا خيوطه معا فكنت كما وجه وكان ملاذي الآمن أحببت طفولتي وبداية شبابي بين يديه علمني ماعجزت المدارس على غرسه في نفوس مرتاديها فأقبلت على الحياة لأنه بهجتها وذرعت الأيام طولا لأصل خطواتي بما تأمله في حتى سقطت ورقته من شجرة العمر ضمن أوراق الخريف فهبت على روحي رياح الفقد
وانتبذت لها مكانا قصيا أعيش أيام فقدي بسكون تام لامقام فيه لغير الصمت والدموع والذكريات
نامت على صدري عصافير الوادي
وقلدني مالك الحزين وسام اليأس وأنا أصرخ في وجه الحزن احتاجك أبي

احتاجك أبي
بين فروع الأشجار المثمرة
سقطت بهجة الروح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى