انقضى يومه بكل ما فيه من تعب، أسلم رأسه إلى الوسادة،أبى النوم أن يداعب جفنيه ،طافت الخيالات برأسه، تسرح في ردهة الظلام التي صدأ فيها النسيان،الوحدة سهم قاتل،ثمة رغبة جامحة أن يحدثها،اشتاق لطلعة وجهها،لقد رحلت إلى طريق آخر تباعدت بينهما المسافات.
مثل ورود الربيع غضة نقية حين تداعبها قطرات الندى،تبادلا النظرات غير أن حاجزا وراءه ألف قفل وقف لهما بالمرصاد.
حلوة لا شك في هذا!
حين تكون الحياة مقبلة والعمر في بداياته تخلب الأماني قلوب المحبين.
اعتدل في فراشه،سامر الذكريات حيث رآها عند شجرة الكافور التى تفرد أوراقها وتعطر المكان برائحة مميزة،ود أن يكلمها،أيفعل مثل زملائه حين يمضون الساعات يكتبون رسائل الشوق؟
لم تطاوعه نفسه،ربما خجله هو الذي وقف له.
انقضى عام وعام،لقد تفتحت حيث ترعى الشياه وتلهو الحملان.
الغول الساكن في البناية القديمة،لديه كلاب تتشمم ما يلذ له.
اختال بسيارته الفارهة،لقد سرقها،بل احتجبت في ذلك المكان الذي تقبع فيه الكآبة.
حزم أمتعته،مع أذان الفجر يمم وجهه إلى تلك المدينة التى يقتلها الصدى ويفزعها التوحش،مدينة تقتات على شباب القادمين إليها،لقد امتصت رجولتهم،وتركت أكثرهم عراة من كل شيء.
قاتل الله السياسة،كانت سلواه بعد سلوى،تعاطى الشعارات الحمراء،دارت ماكينة الزيف ،ترك الله وقبع على المطرقة والسندان،أضله شيطان تزيا برداء العلم،كلية الآداب يا لها من مسرح كبير يعج فيه الزيف،نسي الله يوم أن بث في ضميره تلك الشعارات المسكونة بالمساواة،لقد كانت مخدرا،التهم لاحقته،مثل الفأر تترصده القطط،إنه الآن ظل رجل امتد به العمر نصبوا عليه يوم أن أشاعوا أنه مناضل؛وأي نضال يسكن تلك النفس القلقة،الموت يدنو منه،في تلك الليلة طاف الحلم المنطوي بين جوانح نفسه،أترى لو تزوج سلوى أكان الآن هو هذا الخائب في حياته؟
الأصوات تترامى إلى سمعه العليل،المذياع يناغم بصوت الشيخ محمد رفعت،لكم أحب سماع القرآن،منذ ثلاثين عاما وهو منصرف عنه،الوهم الذي سكن رأسه،الشيطان الذي بث سمومه في كلية الآداب،الجوائز المعلقة على الحائط مثل جثث الموتى في مقبرة المجهولين التى يأوي إليها المطردون،إنه الآن مثلهم يعيشون على هامش الحياة،يتجرعون مرارة الحرمان.
تذكر الله.
استغفر،بللت الدموع خده،عاش في تفاهة لا نفع وراءها،لم يرتكب الفحش يوما،غير أنه فعل أكثر منه،أشبه بمهرج سيرك كان.
أضاء المصباح،أخرج قلمه بدأ يكتب سيرته،منذ أول كلمة شعر بمرارة في حلقه،توضأ اشتاقت نفسه للوقوف بين يدي الله.
في الصباح كانت له ندوة على شرف اسمه الزاهي ولقبه البراق،إنه حفل افتتاح معرض الكتاب.
دخل بوجه غير ما عرف به نفسه،أمسك بالمذياع،ابتسم للحاضرين،لقد ترك جهامته،تبسط في القول،حرص أن تكون كلماته خلوا من تلك التهاويم المحملة بالضباب،الرجل يهذي كلمة ترامت إلى أذنه،ممن على يساره،نظر إليه وفي سرعة ذهن.
نعم كنت أهذي.
عشت عمري في ضلالة.
آن لي أن أعترف بين يديكم أنني كنت واهما يوم انخلعت من جذري، تعاليت مزهوا بتلك الألقاب الزائفة مثل عطور المساء تفسد مع لفحة الشمس،كنت أداة فاسدة استعملوها ومن ثم مثل أوارق تافهة ألقوا بها حيث سلة المهملات.
كنت ضحية الغول في البناية العتيقة الذي سرق سلوى.
مثل ورود الربيع غضة نقية حين تداعبها قطرات الندى،تبادلا النظرات غير أن حاجزا وراءه ألف قفل وقف لهما بالمرصاد.
حلوة لا شك في هذا!
حين تكون الحياة مقبلة والعمر في بداياته تخلب الأماني قلوب المحبين.
اعتدل في فراشه،سامر الذكريات حيث رآها عند شجرة الكافور التى تفرد أوراقها وتعطر المكان برائحة مميزة،ود أن يكلمها،أيفعل مثل زملائه حين يمضون الساعات يكتبون رسائل الشوق؟
لم تطاوعه نفسه،ربما خجله هو الذي وقف له.
انقضى عام وعام،لقد تفتحت حيث ترعى الشياه وتلهو الحملان.
الغول الساكن في البناية القديمة،لديه كلاب تتشمم ما يلذ له.
اختال بسيارته الفارهة،لقد سرقها،بل احتجبت في ذلك المكان الذي تقبع فيه الكآبة.
حزم أمتعته،مع أذان الفجر يمم وجهه إلى تلك المدينة التى يقتلها الصدى ويفزعها التوحش،مدينة تقتات على شباب القادمين إليها،لقد امتصت رجولتهم،وتركت أكثرهم عراة من كل شيء.
قاتل الله السياسة،كانت سلواه بعد سلوى،تعاطى الشعارات الحمراء،دارت ماكينة الزيف ،ترك الله وقبع على المطرقة والسندان،أضله شيطان تزيا برداء العلم،كلية الآداب يا لها من مسرح كبير يعج فيه الزيف،نسي الله يوم أن بث في ضميره تلك الشعارات المسكونة بالمساواة،لقد كانت مخدرا،التهم لاحقته،مثل الفأر تترصده القطط،إنه الآن ظل رجل امتد به العمر نصبوا عليه يوم أن أشاعوا أنه مناضل؛وأي نضال يسكن تلك النفس القلقة،الموت يدنو منه،في تلك الليلة طاف الحلم المنطوي بين جوانح نفسه،أترى لو تزوج سلوى أكان الآن هو هذا الخائب في حياته؟
الأصوات تترامى إلى سمعه العليل،المذياع يناغم بصوت الشيخ محمد رفعت،لكم أحب سماع القرآن،منذ ثلاثين عاما وهو منصرف عنه،الوهم الذي سكن رأسه،الشيطان الذي بث سمومه في كلية الآداب،الجوائز المعلقة على الحائط مثل جثث الموتى في مقبرة المجهولين التى يأوي إليها المطردون،إنه الآن مثلهم يعيشون على هامش الحياة،يتجرعون مرارة الحرمان.
تذكر الله.
استغفر،بللت الدموع خده،عاش في تفاهة لا نفع وراءها،لم يرتكب الفحش يوما،غير أنه فعل أكثر منه،أشبه بمهرج سيرك كان.
أضاء المصباح،أخرج قلمه بدأ يكتب سيرته،منذ أول كلمة شعر بمرارة في حلقه،توضأ اشتاقت نفسه للوقوف بين يدي الله.
في الصباح كانت له ندوة على شرف اسمه الزاهي ولقبه البراق،إنه حفل افتتاح معرض الكتاب.
دخل بوجه غير ما عرف به نفسه،أمسك بالمذياع،ابتسم للحاضرين،لقد ترك جهامته،تبسط في القول،حرص أن تكون كلماته خلوا من تلك التهاويم المحملة بالضباب،الرجل يهذي كلمة ترامت إلى أذنه،ممن على يساره،نظر إليه وفي سرعة ذهن.
نعم كنت أهذي.
عشت عمري في ضلالة.
آن لي أن أعترف بين يديكم أنني كنت واهما يوم انخلعت من جذري، تعاليت مزهوا بتلك الألقاب الزائفة مثل عطور المساء تفسد مع لفحة الشمس،كنت أداة فاسدة استعملوها ومن ثم مثل أوارق تافهة ألقوا بها حيث سلة المهملات.
كنت ضحية الغول في البناية العتيقة الذي سرق سلوى.