محمد محمود غدية - ورقة اليانصيب

عنده يقين متضخم أنه يوما سيزوره الحظ، ويختاره دون الآخرين ويلقى إليه بسلة نقود، يكمل بها بناء الدور الأول والثانى،
بعد جهد وتعب وميراث الأرض من والده، إستطاع بناء حجرتين، حجرة للبنات والأخرى له ولزوجته، الإبنتين اللتين تفتحتا كزهرتين، تدور بهما الأم فى القرية والقرى المحيطة، مخافة العنوسة وفوات قطار الزواج، تطلب من أبو البنات بيع الأرض، وشراء شقة فى المدينة، البنات تشوف النور ويتستروا بزواجهم، كبروا وأصبحوا كثمر التفاح الناضج وقت القطاف، طال إنتظارهم لإبن الحلال الذى ضل الباب، ورقة الروتارية اليانصيب هى الأمل والرجاء الذى ينشده أبو البنات، إشترى عشرة أوراق يانصيب مرة واحدة، بعد أن أخفى عن زوجته مافعل، وهو على ثقة أن تفوز إحداها بالجائزة الكبرى، معها تتحقق كل أحلامه، شراء شقة فى المدينة وجهاز البنات وشراء تليفزيون ألوان، وفى مفاجأة مدوية بين زغاريد ورقص البنات، ربحت إحدى ورقات اليانصيب الجائزة الكبرى، ياللأقدار بعد ترقب دام سنوات، شاهد فى التليفزيون إعلان يقول : إنسف حمامك القديم وإشترى الجديد، أعجبته الفكرة وقرر تنفيذها فى منزله المتداعى المكون من حجرتين لم يكتمل بنائهما، أخرج التليفزيون والأثاث الأشبه بالكراكيب، تساعده الزوجة والبنات
وأشعل النار فى الحجرتين، وإندلعت ألسنة اللهب التى أكلت الأخضر واليابس، ولم تتركه إلا كومة رماد، فجأة يشق السكون صراخ أبوالبنات : جلبابى خلف الباب إحترق وبداخله ورقة اليانصيب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى