محمد محمود غدية - إن مع العسر يسرا

وجد نفسه وآخرين وقد إستغنت عنهم المؤسسة التى يعمل بها، فى واحدة من الضربات الموجعة، بعد إفلاس المؤسسة، فى البيت لا يفهمون سوى شئ واحد ألا وهو المصروف الذى يتركه كل شهر من مرتبه، يشترون به الطعام لسد الأفواه الجوعى،
يبكى حاله أيكون الطرد مكافأة خدمةربع قرن، على الأبواب شهر رمضان الكريم، يحتاج لضعف الميزانية المعتادة، ويعقبه العيد وإنتظار الأولاد وفرحتهم بالملابس الجديدة والعيدية من اين له كل ذلك ؟
يسير بتمهل نحو الخامسة والخمسين، طرق العديد من أبواب العمل، يطلبون شباب صغير السن، لم تدخر زوجته وسعا فخلعت من يدها الغويشة الذهب ميراثها عن والدتها وأعطتها لزوجها لبيعها، مضيفة أن الله سيعوضهما خيرا،
أحد الأصدقاء أخبره عن مصنع يطلب عمال باليومية لا يشترط الخبرة، قرر الذهاب إليه كمحاولة أخيرة دخل المصنع بعد أن وجد بواباته مفتوحة لتتعثر قدمه فى حافظة نقود منتفخة، يفتحها يتعرف على صاحب المصنع من صورته فى بطاقة الرقم القومى،
يطلب مقابلة صاحب المصنع لأمر هام، يعطيه الحافظة بالنقود بين دهشة صاحبها وأمانة الرجل الذى كانت لديه فرصة الإحتفاظ بالنقود وهى كثيرة، أعطاه مبلغا كبيرا من المال نظير أمانته والتى رفضها شاكرا، فقط يطلب عملا بالمصنع بعد أن حكى ظروف الإستغناء عنه، بعد إفلاس المؤسسة التى كان يعمل بها، على الفور وفر له عملا
يتسلمه فى الغد ولم ينسى إعطائه النقود التى رفضها قائلا : لا ترفض هدايا الشهر الكريم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى