محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لماذا علينا أن نتكلم ، وأن نصمت

لماذا علينا
أن نتكلم ، وأن نصمت
وأن نخلع القمصان
ليرتديها مقبض الباب
لماذا علينا
أن ننبش بأظافرنا الجلد الاسود الداكن لمقبرة الروح
لنُخرج جُثماننا من هناك
ونتأكد
أن موتاً حقيقياً قد حدث
ولماذا علينا
أن نُعيد دفننا
ثم نرتدي تلك الاقمصة ونخرج لموعد بين الاحياء
دون ان ينتبهوا لنا
لماذا علينا احتمال كل هذا القلق ، كل هذا اللهاث المتواصل وراء البيوت ذات الاجراس المتجهمة
عقد صداقات مُخلة مع اشخاص سيئين في اختيار اصدقائهم
تبني قضايا حول حقوق القردة المتطورة
حول الشركات التي تُبيع فروج النساء الاصطناعية او وجوها اصطناعية
او حتى كلمات اصطناعية
هذه المحرقة الجهنمية التي ينبغي علينا التماهي معها ، لن تترك لنا حتى الرماد
فهو يصلح لتسميد غابة ، ستُحرق هي الاخرى
اُريد أن اُبطل هذا المحرك
أن اخلع اطارات هذا القطار ليتوقف
اريد أن اخرج من المطحنة من باب الدخول ، لا طحين آدمي لصحيفة الغد
وعشاء القُراء
لماذا ينبغي أن اُدون كل هذه الجنائز التي تُقيم حفلا صاخباً في الرأس
وأن احترم هذه البراغيث التي لا تحتشم
في مهرجان الظلال الصفراء
وأن ادس ثيابي الداخلية عن الشُرفة
لكي لا اجرح ليل احداهن
في شتائها الكئيب
وأنا اسير مثلهم ، نحو الوطن ، والرب ، والعائلة السعيدة
معبأ بالكلمات المسمومة في الفم
وبالشكوك التي لا تجرؤ على البوح بآلهتها الجديدة
وبالإخفاقات المُخلة امام النساء الجيدات
ينبغي
ان اعرف ما اجيده
وأن اكتفي به
اُجيد البكاء وانا بين اثداء رحيمة
اجيد ابتكار لعبة شيقة من ثلاثة زجاجات ، واحدة تنزلق عن الاصابع
وواحدة تدفعني لتسلق مشنقة
وواحدة تُوزعني بين الافواه ، كقصة ذات مذاق جيد ، فيما يتعلق بالشواء
اُجيد استنطاق مومس عارية ، دون أن استخدم فمها
اجيد خيانة اللحظات الملائمة للثورة
بأن اثمل
ثم انعزل عن كل ما يمت للموت بحنجرة
اجيد الرقص
بينما تتساقط القنابل النووية على الصحف ، والتحديثات الاخيرة على الميديا
اجيد انجاب الاطفال
حين تتهالك اجساد النساء وتعجز عن ضخ الشغب اللطيف
اجيد فعل الاشياء
في الاوقات الخاطئة
اجيد ايقاف امرأة
ماتت
اجيد نسيان امرأة ، لا زالت ترسم وجهي في صدر حبيبها الجديد
اجيد تذكرها
حين تنسى اسمي وتشير لي
بالرجل الابله
الذي يصحب قصيدة لموعد ، ويدفع ثمن القهوة مرتين
لكنه
لا يشرب سوى دمه المهدور
باقلام الحظ غير السعيد

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى