بقايا سحب لاتزال فى السماء، يتطلع اليها وعيناه تشبه جمرتين تتوهجان وتنطفئان، ينتزع قدميه من الأرض انتزاعا، يسير فى غير اتجاه، يداه مختبئتان فى جيب معطفه، ليس مبعثه الطقس البارد والمطر، لكنها النفس المكسورة تحت وابل المطر، تدفقت كل الصور فى لحظة، وكأنها كانت محتجزة خلف حائط أسمنتى، أزيل فاندفعت تيارا لا يتوقف، صور الأصدقاء الذين تفرقت بهم السبل عبر تقلبات السنين، ألقى بنفسه فى أحضان غفوة تتأرجح بين الإستغراق فى النوم وهامش الوعى، هجرته منذ سنوات ملامح الطفولة والوداعة، بداخله جروح لا تندمل، تركت ندوبها فى الروح، الغيوم تتمدد من حوله والمطر لا يتوقف، سيدخل كهفه حيث الأفكار تتداعى والمناوشات فى عراك لايهدأ، الضجر والهم يطبقان على أنفاسه، يتابع نقر المطر فوق زجاج نافذته، كقرع الطبول الأفريقية حين تنذر بخطر قادم، لم يفلح فى طرد الليل الذى ألقى بغاطس السواد فى عينيه، وتمدد فى كل شئ حوله،
منذ هجرته قريته هاجره الدفء والمشاعر النبيلة، الطرق الاسفلتية تسحقه وتمزقه، لاشئ غير الشوك، وأكوام الرماد، لا بد من امرأة تسافر فى أوردته، وتؤنس وحدته، وتضمد جراحات الأيام، وتخلع عنه قشوره الصلدة، ثم تطحنه دقيقا أبيض، وتعجنه وتسويه على نار هادئة،
ثم تلتهمه ساخنا وطازجا، بدلا من أن تلتهمه الوحدة ودود الأرض .
منذ هجرته قريته هاجره الدفء والمشاعر النبيلة، الطرق الاسفلتية تسحقه وتمزقه، لاشئ غير الشوك، وأكوام الرماد، لا بد من امرأة تسافر فى أوردته، وتؤنس وحدته، وتضمد جراحات الأيام، وتخلع عنه قشوره الصلدة، ثم تطحنه دقيقا أبيض، وتعجنه وتسويه على نار هادئة،
ثم تلتهمه ساخنا وطازجا، بدلا من أن تلتهمه الوحدة ودود الأرض .