محمد محمود غدية - سيرة رمادية

يباغته عطرها قبل أن تجئ فيسكر .. !!
فى لحظات الضيق يستعيدها خياله يحضرها على الفور ، حاملة معها دفىء لا يقاوم، تسكنه كل الفضاءات التى تمشى فيها، هى أجمل البلحات فى سبيطة عمره ، يقتسم مع الفجر ضحكتها ، تعرف كيف تقطع ثرثرته حين تعانق شوقه، فتتحول الكلمات إلى كمنجات، وسيمفونيات عذبة، عينيها جميلتان لا يجرؤ على الثبات أمامهما ،
يرتدي أفخر الحلل حين يكون فى حضرة الملكة المتوجة بعرش قلبه،
يشذب الشارب الذى أحبتة، ويكتب لها :
شكراً لحبك، فهو معجزتى الأخيرة، بعد أن ولى زمن المعجزات،
شكراً لأنك القمر الوحيد، الذي يضئ سماء حياتى
- لم تصلها رسالته، فقد هاجرت أسرتها الديار، ومعهم حلمه الذى لم يكتمل،
كااصطفاف باب فى ذاكرة الرماد، تعتريه الدهشة والقصيدة برهة،
ثم تخونه برهة أخرى، غيابها البهى يتواثب فى شجن حميم ، يضيق به فيخرج ليعود إليه،
إنتشرت كتاباته و أشعاره الرمادية، صنيعة الألم، إستضافتة الصفحات الأدبية فى كل الصحف السيارة، أصبح قاسماً مشتركاً فى كل الندوات والمحافل الأدبية، فشلت تلك الأديبة الجميلة، فى أن تقاسمه الحزن، رفض حتى مبادلتها الحب، وكتب إليها :
لأن البشاعة تجثم فى الخارج، فقد قبرت حبى فى داخلى، وأغلقت باب القبو، بعد أن هاجرنى الفرح،
زهورى النضرة التى كانت تملأ الدنيا عطراً ذبلت، وعروقى نضبت .. !!
معذرة لأننى لم أعد أصلح للحب .. أو الفرح .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى