رضا أحمد - حفل تخرج محدود...

على سور المدرسة الابتدائية؛
كبر النهر بعروق رمادية وظهر محدودب
لم يبتسم حتى إحالته إلى التقاعد
كان لديه دموعه الموروثة
وحجّة غيابه المقنعة،
هنا... لا يمكنه الاستياء فحسب؛
الغضب ببساطة
أن تستكين يدُكَ في جيب جلبابكَ
وتنبح أمام بيتك
في محاولة لإضفاء الجدية
ولو لمرة واحدة على جوعك.
على سور المدرسة الإعدادية
أشعل الولد سيجارة
ثم أطفأها الدخان الذي يحرس خوفه،
اختبأت أصابعه يومها، فمه، حلقه ورئتاه
خلف صفعة والده،
إنها قصة مثالية للتراجع؛
كانت التجربة تطرق رأسه
مثل قبضة
وتقول: افتح لي
اُلْهُ معي
أنا وحيدة،
التجربة التي عثروا على رمادها
تحت حذاء امرأة خبأت قلبه.
لم يكن للمدرسة الثانوية سور
فقط أياد تتناقل الخبرات مثل شمعة،
الحب وليمة وحشية لنظرات جائعة،
اليأس وضع أساس بيته هناك
وكذلك تراث دورات المياه:
"أيها الرجل البعيد خلصني
لاطفني
الوقفة في الظل لا تمنح إلا الدموع والخوف"
بعيدًا عن الحطام والشظايا والريش المنثور
تعلمنا كيف نحدق في وجوه من صفعونا
ونقتني سؤالًا يعذبنا
مثل مذاق التفاحة الأولى.
على أسوار الجامعة
وضعوا لافتات التخدير
مسرح عرائس تحت شمس بطيئة
كلمة واحدة عن الضوء،
كلمتان عن النفق الطويل
وتمر الجماجم،
أنا كنت مزكومة بتلك اللغة المريبة
ومهمومة بإزالة الصدأ عني،
رفعت اسمي مثل كدمة، وردة وهزيمة تمشي على قدمين،
قدمت لثغتي لشجرة
منحتني قلب برتقالة وسذاجة عصفور،
قدمت خوفي لكل أعدائي مثل حفنة بهارات،
غالية أنا ونفيسة
مثل ناب سلك الطريق القديم للنجاة
حتى بعد اندثار غريزة البقاء
والجسد الذي تمتع به.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى