رضا أحمد - بالونٌ أبلهُ يبحثُ عن شفتين...

غارقًا في جريمته
يتلفت ظلها قلقًا،
وهي تخفي حبتي مشمش
تنفلتان من فستانها الحريري.
هذه المراهقة التي أوقفوها،
مراتٍ
بتهمة تبديد أخلاق الرجال.
تصحو،
ملاءتها ترفل خلفها
كجناحين،
وعلى مرمى البصر
ترى الناس تترنح
كأجولةٍ بيضاءَ مثخنةٍ بالجروح.
هي عاشقة؛
تجوب نصف الحقل مرتين في اليوم
لتعطي حبيبها الفلاح
حصتها من السرقة.
تثرثر
مثل بالون أطلقوه حرًا؛
سترتاح شفتاها في قبلة طويلة،
وتصمت!
بالسِّباب وحدَه، يا عزيزتي،
يمكن
لفراشة قاهرية
أن تنازع إبرة نحلة قاسية
مِلْكِيَةَ قلب زهرة.
تعلمتْ مع الوقت أن:
العصافير
قِطع "جيلي" فرتْ من ثلاجتها،
الغزلان مزركشة
لأنها تحب العطور الرخيصة،
النمور الوردية أتلفت بشرتها
في حمام الشمس،
كل "سمبا" معتد بنفسه
سينظر دائما
لأسفل فستانها كفرويد،
الحلزون محبط لأن أحدهم يطفئ المصباح
حين يدخل بيته،
و"دوري" سمكة، نسيت تبرجها
في ذاكرة هاتفها.
رأسها
شجرة ميلاد صغيرة؛
مرعى هادئ تغرز فيه تفاحات حمراء
كدَمَاتٌ قانية لحكمة حواء،
و"سانتا كلوز" ساذج يحمل أجولة مثقوبة
من خيمة اللصوص،
جرسٌ صغيرٌ
لتعثر عليها قطتها الضائعة،
حبالٌ زينة ملونة
تؤرجح أفكارها قبل أن تشنقها،
وندف ثلج كثيرة كدموع الرجال
التي ترطب ظلها
لتبعث من جديد.
تنام؛
لتقرأ الجدات للصغار
حكاية البنت
التي تقفز إلى السماء
كل ليلة
دون زعانف وملابس غطس.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى