محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لقد قُلتُ لكِ كثيراً أنني لستُ ذلك الرجل

لقد قُلتُ لكِ كثيراً
أنني لستُ ذلك الرجل
صحيح أنني لم اقلها بهذه الفداحة
لكنني اخبرتك
إن كبريت التمساح
لا تسبح داخله التماسيح
وذات مرة
وانا امشط شعرك برداءة تشبهني ، بفوضى تشبه جلساتنا ، بحميمية تشبه ما تتفوهه اصابعنا من شهوات مفخخة
قُلت لكِ
أن الأشياء التي لا تملك جسدا
يحدث أن تتهالك ايضاً
لكنكِ ضحكتِ
ظننتها مزحة
وضحكت انا ايضاً
لأنني بطريقة ما اردتكِ أن تصدقي أنها مزحة
رغم أنها اعتراف صريح
لستُ ذلك الرجل المُعد ليشغل مقعد السيد الذي يجاور سيدة الى افحش العمر
لا اصلح للنزهات الطويلة
أنني
ويا لعنة الالهة
لا يمكن تصوري سوى حطاب يبني كوخه خلف الغابة المهجورة في الصباح
وفي المساء يحرق الكوخ ليشعل سيجارة
او الساقي المعتوه في الحانة ، كلما ارتشف اربع اكواب ، طرد رواده
وهو يشرب اربع اكواب كثيراً
او يمكن تخيلي
كحبل
يمكن شدي
او رخوي
بلا ارادة
الشيء الوحيد الذي اجيده صنع العقد
احياناً يكفي أن تضمني لبعضي فحسب
لا اصلح للحياة التي تنتهي بمرجيحة وقُبلة
وموسيقى
لا يمكنني أن اعيش كطبيب اسنان مثلاً
العالم حولي نظيف ومرتب وابيض
الخلل لا بد أن يُعالج سريعاً
او يخلع
أنا الخلل ، لستُ طبيب الاسنان سيدتي
لستُ ذلك المحامي الشاب
اقف امام المرآة طويلاً
اُجرب السخرية
وامشي خالعاً قُبعة الربيع ، مكتفياً بشظايا الحقائق
الابيض والاسود
مُقاطعاً الوهم
لستُ مجرد نادل ، تعجبه فتاة ثرية
نادل وفتاة
وموعد في ناصية افلاس
او اريكة رطبة ، تدغدغ منطق النيل المفخخ بالفواتير
لستُ حتى مجرد رحل بسيط
اعود دائماً
لفتاتي البسيطة بنصف قلب
بشق عميقا في الجانب النتن من الذاكرة
انا يا سيدتي
مجرد سوء حظ
او خطة غير موفقة من الآلهة ، حين أرادوا هدفا للرماية
لم يجعلوني مثقوباُ فحسب
كنت ساتدبر امري
بامتصاص النحاس
جعلوني حاداً
لا اصلح لمزيد من الثقوب ، واجرح ما يلمسني
ولا املك مساحة كافية
لأموت
مجرد اطلال لخطى رصاصات

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى