المهدي الحمروني - لأنهلَ جفنةً من أقباسِ النجُوم

هاتي نور وجهكِ لعتمتي
وجيدكِ لكفّيْ
لأحمل خيالاً من كأس الظفر الكبير
وطيفاً من كوثر الفردوس الأعلى
وأهتف بالنصر الإلهي البهيِّ
أرنِ لي
لأُبصر في عينيكِ آيتان للخلد
من بديع الخالق المصور
وباسمهِ اللهم
سأُصلّي لكِ على النبي
مخافة نظرٍ ودود
وأقرئكِ سجعاً مُريدا
وأسرد همس التعاويذ
وأستعيد تلاوة الشعر النافر
من قرائح الصبا
وأن أمسح على ركن تاجكِ
كعبدٍ صالحٍ
وناسكٍ طهور
لألمس حقيقة خيال الماء
على سفوح الكلمنجارو
وأعُبّ المعنى من منابع الأخيلة العصيّة
في البحيرات العظمى
وأُحظى بقبضةٍ من دفء تيارٍ ضلَّ عن جليد المحيطات المتجمدة
وأسند صداعي على نحركِ
لأنهل جفنةً من أقباس النجوم
الشهية
وأُشرِف على قيامةٍ لسلف الأُمهات
وأنصت على هدأة الصخب
في سكون المغيب
لصدى روحي المتصوفة
على طريقةٍ تقيّةٍ
من رؤاكِ الفتون
هاتي صمتكِ المُلهم
لأتنفّس طلَّ الضباب
في ذُرى الألب
وندى الفجر
في صبح الأمازون
ونفح البشارة
في موسم العذوق
وخفق العناق
على ناصية التيتانك
هاتي افتراركِ
لأطمئن على
بواطن الأرض
وأرصد نِطاف الغيم
على سِنان الأنديز
وأرنو صفاء السموات
من سلاسل الهملايا
هاتي نظرةً
كنسمةٍ من مساء الحقول
وكمرفل الرمل في اكتمال البدر
المصافح لشجى الشوق الأبديّْ
في قلق
العشاق
البررة
--------
-----------------------------------
ودّان 21 تمّوز 2018م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى