نقوس المهدي - شهادة حق في مجلة بصرياثا الأدبية

تحتفي مجلة بصرياثا الأدبية مع غرة شهر غشت بعيدها الفضي الثامن عشر في جو من الحبور، والأمل بمواصلة الدرب، والتطلع نحو الافضل، فقبل ثمانية أعوام الموافقة لعام 2014، شرفتني اسرة المجلة في شخص مديرها ورئيس تحريرها الشاعر والروائي والمسرحي العراقي عبدالكريم العامري بأول تكريماتها بمناسبة ذكرى انصرام العشرية الأولى لانطلاقتها، وقبل هذا التاريخ بعشرة أعوام 2004، السنة نفسها التي أعدت فيها ربط الاتصال بالصديق عبد الكريم العامري بعد انقطاع دام سنوات، جراء الغزو الامبريالي العدواني الغاشم للعراق، وفصل البلاد عن العالم، وذلك بفضل المسرحي المرحوم قاسم مطرود.. وقد أخبرني الصديق عبدالكريم العامري عن نيته بانشاء مشروع ثقافي، يكون منصة حاضنة للأدباء والكتاب والشعراء، ونافذة على الادب والثقافة العربية، منحه إسم "بصرياثا" تيمنا ببصرياثا الرائع محمد خضير.. في استلهامه الشاعري لعبقها، وارتباطه بها على شاكلة الادباء العظام الذين ارتبطوا بمدن وأماكن معينة، وبالاسم الأثري الآرامي لبصرة الله الخالدة العريقة مهد الحضارة الكونية والفكر والأدب والشعر.. فأعلنت عن مباركتي لهذا المشروع الوليد وتعاوني اللامشروط، وكانت الانطلاقة البهية التي اشهد على بدايتها من أول عدد تجريبي.. فاستحقت هذا النجاح بفضل تميزها، وإصرار وقوة عزيمة مؤسسها، وحرصه المكين على اختيار النصوص، وتوخي الجودة، مع إيمانه بوجوب التلاقح الثقافي، ومدِ جسور التواصل بين مبدعي الشعب العربي، والانفتاح على كافة الحساسيات الأدبية، والايمان بحرية الرأي والمعتقد كشرط أساسي من سمات نجاح اي مشروع فكري في خضم هذه الأنواء التي تتقاذف العالم العربي تحت ظل الهجمة الشرسة للفكر الاصولي الرجعي الماضوي الذي يعتمد على العنف والتطرف، والانكفاء بالعالم العربي الى أزمنة سحيقة
ويسرني في خضم هذه الاجواء الاحتفالية البهيجة أن أحتفي بهذه المناسبة السعيدة، كما يسعدني أكثر ان اكون جزءا من هذا المشروع الثقافي الواعد والهادف، وواحدا ممن شهدوا ولادة مجلة بصرياثا الرائدة في عالم النشر الالكتروني، وأحد المشاركين في تحريرها
واهتبل هذه المناسبة السعيدة لأحيي طاقم تحرير مجلة بصرياثا وهي تدشن عامها الثامن عشر بنجاح كبير، ساعية بعزم لتحقيق توجهاتها الثقافية، وتأكيد سمو رسالتها التنويرية التي حملتها على عاتقها، من خلال أبوابها المتنوعة، والمساهمات الجادة والمسئولة التي ارتقت بها الى مصاف المجلات الأدبية والفكرية الرائدة
وكل عام واعضاء مجلة بصرياثا وهيئة تحريرها بألف خير وسعادة وهمة وتجدد وعطاء

المهدي نقوس - المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى