وقال لي ذاك الطبيب :
-لا بُدَّ للمرء في فترةٍ ما من سنيّ حياته أن يعاني من أعراض البواسير ، ولو بدرجة خفيفة منها ، فلا تبتئسي يا ( أختي ) ، وليست كلّها بحاجة للجراحة .
قال ذلك ، وكانت عيني خجلةٌ من عينه ، إذ من الصعب عليك أن تكشف مقعدتك أمام يده الماسّة والجاسّة ، لا سيما عندما يدفع إصبعه بمخرجك على سبيل الفحص الطبي ، ليس إلا .
كان يعرف أنّ بالأمر ما يُعيب ، ولذا أطال في مقدّمات فحصه إقناعاً ، قبل أن يسلِمَك ليده الفاحصة خضوعاً وركوعاً وسجوداً . وما يبرّر له أنك أنت من جئت لعيادته راضياً ، لكنّ الأمر كان بالنسبة لي كبيراً ، ومن الكبائر ، مهما زيّنه لي كصغيرةٍ عابرة لابدّ منها لإتمام التشخيص.
لم أخجل هكذا عندما تعرّضت للفحص النسائي مُسبَقاً ، مع أنّ المنطقتين جارتان متجاورتان وعَورتان متّفقٌ عليهما ، لكنّ السبب فيما أظنّ أنني بالفحص النسائي كنت أرى عيون من يفحصني ولم يقلِبْني على قفاي ، أو لأنّ المنطقة الآن قذرة ومعيبة لتلوّثها بالبراز ومشوّهة بالحليمات التي تتدلّى منها ، لست أدري ؟
كنت أعلم أنه سيدخل عليّ من هذا الباب ولذا ، أكثرتُ من رشّ العطر على عتباته !
أو قد يكون سبب الخجل أنّ الفاحصَ هنا مُختلِف ، وكأنّ طبيب النساء أقرب للمرأة من طبيب الجراحة ذئبيّ العيون ، لست أدري ؟ أو أن جمهرة النساء في العيادة النسائية يجعلنا ـ نحن النساء ـ متفوّقاتٍ عليه عدداً ، لست أدري ؟ وكأننا نلعب في ملعبنا .
يجب أن تكون لديك ممرّضة تحضر فحصك الطبي يا طويل اللسان والأصابع ، ولولا الألم والنزف المتكرّر لما استسلمتُ لعيونك وأصابعك المغطّاة بقفازٍ مطاطيّ لزج تعيث بي فساداً.
ألمٌ وشعورٌ بالتمزّق خلال المسّ الشرجيّ ، وشعورٌ بالتغوّط ، لكنك في عيادة طبية ، لا تنسَ ذلك ، وليس على المريض حرج .
كم شاهدتَ من مرضى أيها الطبيب ، والأمر لم يعد يعني لك شيئاً ؟
خلفيّاتٌ حقيقية لصورة الوجه الملوّن والمغطّى بالمساحيق التجميلية ! وجهٌ آخر للمرء يُخفيه ولكنه مضطرٌ أن يكشفه هنا ، وهل ترى الوجهان كالعملة النقدية بنفس القيمة ؟
ليس كرهاً بالرجال ولا اعتداداً بالنساء ، إنما يجب أن يكون الفحص الشرجيّ بيَد طبيبة (امرأة ) ، ذاك أقرب للراحة النفسية ، لكن ، لماذا لا أثق بالمرأة عندما يتعلّق الأمر بالجراحة ؟ لست أدري .
لم أستفِدْ على علاجكَ بالمراهم والمغاطس والتراكيب الدوائية أيها الطبيب ، والأمر تفاقَمَ نزفاً وألماً ، وقلَقاً ، ممّا قد تخفي فتحة الشرج وراءها من مجاهيل .
عندما أخضِعْتُ لتنظير الشرج والمستقيم بعد أسبوعين ، كان الأمر أكثر رضّاً وإيلاماً للجسد ، لكنّ الروح كانت خانعة . كنت أحبّ أن أستطلع عيونه ساعتها لأعرفَ شيئاً عمّا يراه بأعماقي ، كله مقبول إلا الأورام الخبيثة التي سمعتُ وقرأت عنها .
أسعدَتني ابتسامته وهو يخلع قفّازيه ، وقال :
- لا شيء ذا قيمة ، مجرّد بواسير داخلية أيضاً ، كثيرة كعنقود العنب ، حبّاته محتقنة وستنفقئ تدريجياً ، وبعض الدم سيسيل ، ولا ترتكس النساء عادة لسيلان الدم إذ أنهن اعتدن على ذلك .
قلت :
-والألم ؟
-ذاك بسبب شقٍّ شرجي مرافق عند الساعة السادسة .
وعرف أني استغربتُ ذكر الساعة ، فأردف شارحاً:
-يشبّهون فتحة الشرج بالساعة لتسهيل الوصف ، وحليماتكِ الباسورية تتدلى من الساعة الثالثة والسابعة ، أما الشقّ فعند السادسة تماماً .
ضحكتُ وقتها ، وقلت :
-قبل الظهر أم بعده ؟
وبعد اللجوء لحِمْياتٍ طعامية غنية بالألياف ، بدأ النزف يتراجع والألم صار محمولاً إلى درجة أني كدتُ أنساه معظم سويعات العمل ، لكنّ المنطقة بقيت مشوّهة بتدلّيات جلدية كقلاقيل تالية لما سبق .
وقال لي واصفاً المنطقة في الزيارة الثالثة لعيادته :
-إنها عقابيل البواسير ، إذ انفرغ محتواها الدمويّ وبقيت الزوائد الجلدية ، ولا تُعتَبَر مرضاً ، ولكن البعض يجري لها عملية استئصالية على سبيل التجميل .
كان يحدّثني ، وكانت منطقتي ما تزال مكشوفة بلا خجل ، إذ اتّخذتُ وضعية جانبية لكي أرى وجهه .
وقتها ، خجِلَ (هو) من عيوني ، وجذب من أغطية سريره ما يغطّيني ، وقال وهو يتّجه لطاولة مكتبه :
-يمكننا متابعة الكلام لو ارتديت ملابسك ، وتفضّلتِ بالجلوس قبالتي .
ارتديتُ ملابسي خلف ستارته على أكثر من مهل وأقلّ من عجل ، وكأنْ لا أحد ينتظرني لنكمل حديثنا . حتى شعريَ المعقوص قبل الفحص أرخيته ونثرت خصلاته بحركاتٍ من رأسي ، وتأمّلتُ زينة وجهي في مرآة حقيبتي .
خرجتُ إليه مبتسمة ، واثقة من نفسي ، غير هيّابة من الفحص الذي تعرّضتُ له وكأني كنتُ فاتحةً فمي عند طبيب الأسنان. انتصب واقفاً ، وهو الذي كان جالساً ينتظرني ، وأشار إلى مقعدٍ قبالته لأجلس ، ولم أشأ ، وفضّلت الوقوف كي لا يطول الحديث ، ولأنّ تخريشاً يحزّ في مقعدتي ، وقلت مبتسمة :
-قلتَ ، تجميل ! وهل المنطقة تحتاج للتجميل يا دكتور ؟
تغيّر لونه ، إذ أحسّ بسخرية كلماتي ، ولم يُجِبْ على سؤالي ، بل أخذ يخطّ شيئاً على ورقة صغيرة أمامه .
قبل أن أخرج ، قلت وعيوني تبحث عن عيونه المُطرِقة :
-من الواجب أن يكون لديك ممرّضة تحضر فحوصاً كهذه يا دكتور ، خاصة إذا كانت المريضة صبيّة مثلي ، لا تنسَ أننا في مجتمعٍ شرقيّ .
أنهى شخبطاته على ورقته ، وشطب عليها بجرّة قلم مسموعة ، ورفع ناظره نحوي ، وقال :
-لأننا في مجتمعٍ شرقيّ ، كنت مستغرباً أن تتكرّر زياراتكِ لوحدِك ، عادةً تحضر المريضة إلينا برفقة زوجها ، أو على الأقلّ صديقتها .
ظلّتْ هناك بعض الصداقة الحذرة مع ذاك الطبيب ، باستفساراتٍ بين الفينة والأخرى ، كعقابيل وقلاقيل تالية للحالة المرضية .
قال لي في ذات يوم :
-أخاف من المرأة ، لا أهتمّ لأمرها عندما تكون في فوعة المرض ، لأنها تكون كالحيّة الجريحة منطوية على جرحها ولا تلدغ ، ولا تختلف المرأة المريضة الأنثى عندي عن أي رجل . ولكنها عندما تتعافى ، ويعود البريق لجلدها اللمّاع ، ويعود النشاط للسانها المشطور ، عندها يجب الحذر منها ، وأرفض استقبالها في عيادتي ، لا بل قد أتهرّب منها .
-ولماذا يا هذا ؟
وكان مضطرّاً أن يشرح لي :
- هنا مكان عمل ، والمريض يأتيني مستضعَفاً طالباً العون ، ويكون دوري كطبيب أن أنجدَه . ولا مبرّر عندي لاستقبال ضيفة أو صديقة في مكان العمل .
-يعني أنه غير مرحّب بي كزائرة لعيادتك ولو كان مروراً ؟ وقد أكون أحياناً في السوق وقريبة منك ، فيخطر لي أن أشرب القهوة عندك كنوعٍ من حطّ الرّحال أثناء التجوال .
ضحك وقال :
-ذلك ممكن طبعاً ، كالقطار يتوقّفُ هنيهة في محطة وقتية أثناء عبوره الضواحي ، ولكن أخاف أن تجعلي عيادتي محطتكِ النهائية ! ***************
تعليق المريضة :
كنت وصديقتي نتجوّل في السوق ، ومررنا بجانب عيادة ذاك الطبيب ذي البواسير ، فقلت لها ، تعالي معي إلى عيادة ذلك الطبيب ، عنده أخلع سروالي ، ويلقي نظرته الفاحصة على مؤخرتي ، ويبدي ثناءه عليها ، تعالي معي لتتأكدي من صدق كلامي !
****************
-لا بُدَّ للمرء في فترةٍ ما من سنيّ حياته أن يعاني من أعراض البواسير ، ولو بدرجة خفيفة منها ، فلا تبتئسي يا ( أختي ) ، وليست كلّها بحاجة للجراحة .
قال ذلك ، وكانت عيني خجلةٌ من عينه ، إذ من الصعب عليك أن تكشف مقعدتك أمام يده الماسّة والجاسّة ، لا سيما عندما يدفع إصبعه بمخرجك على سبيل الفحص الطبي ، ليس إلا .
كان يعرف أنّ بالأمر ما يُعيب ، ولذا أطال في مقدّمات فحصه إقناعاً ، قبل أن يسلِمَك ليده الفاحصة خضوعاً وركوعاً وسجوداً . وما يبرّر له أنك أنت من جئت لعيادته راضياً ، لكنّ الأمر كان بالنسبة لي كبيراً ، ومن الكبائر ، مهما زيّنه لي كصغيرةٍ عابرة لابدّ منها لإتمام التشخيص.
لم أخجل هكذا عندما تعرّضت للفحص النسائي مُسبَقاً ، مع أنّ المنطقتين جارتان متجاورتان وعَورتان متّفقٌ عليهما ، لكنّ السبب فيما أظنّ أنني بالفحص النسائي كنت أرى عيون من يفحصني ولم يقلِبْني على قفاي ، أو لأنّ المنطقة الآن قذرة ومعيبة لتلوّثها بالبراز ومشوّهة بالحليمات التي تتدلّى منها ، لست أدري ؟
كنت أعلم أنه سيدخل عليّ من هذا الباب ولذا ، أكثرتُ من رشّ العطر على عتباته !
أو قد يكون سبب الخجل أنّ الفاحصَ هنا مُختلِف ، وكأنّ طبيب النساء أقرب للمرأة من طبيب الجراحة ذئبيّ العيون ، لست أدري ؟ أو أن جمهرة النساء في العيادة النسائية يجعلنا ـ نحن النساء ـ متفوّقاتٍ عليه عدداً ، لست أدري ؟ وكأننا نلعب في ملعبنا .
يجب أن تكون لديك ممرّضة تحضر فحصك الطبي يا طويل اللسان والأصابع ، ولولا الألم والنزف المتكرّر لما استسلمتُ لعيونك وأصابعك المغطّاة بقفازٍ مطاطيّ لزج تعيث بي فساداً.
ألمٌ وشعورٌ بالتمزّق خلال المسّ الشرجيّ ، وشعورٌ بالتغوّط ، لكنك في عيادة طبية ، لا تنسَ ذلك ، وليس على المريض حرج .
كم شاهدتَ من مرضى أيها الطبيب ، والأمر لم يعد يعني لك شيئاً ؟
خلفيّاتٌ حقيقية لصورة الوجه الملوّن والمغطّى بالمساحيق التجميلية ! وجهٌ آخر للمرء يُخفيه ولكنه مضطرٌ أن يكشفه هنا ، وهل ترى الوجهان كالعملة النقدية بنفس القيمة ؟
ليس كرهاً بالرجال ولا اعتداداً بالنساء ، إنما يجب أن يكون الفحص الشرجيّ بيَد طبيبة (امرأة ) ، ذاك أقرب للراحة النفسية ، لكن ، لماذا لا أثق بالمرأة عندما يتعلّق الأمر بالجراحة ؟ لست أدري .
لم أستفِدْ على علاجكَ بالمراهم والمغاطس والتراكيب الدوائية أيها الطبيب ، والأمر تفاقَمَ نزفاً وألماً ، وقلَقاً ، ممّا قد تخفي فتحة الشرج وراءها من مجاهيل .
عندما أخضِعْتُ لتنظير الشرج والمستقيم بعد أسبوعين ، كان الأمر أكثر رضّاً وإيلاماً للجسد ، لكنّ الروح كانت خانعة . كنت أحبّ أن أستطلع عيونه ساعتها لأعرفَ شيئاً عمّا يراه بأعماقي ، كله مقبول إلا الأورام الخبيثة التي سمعتُ وقرأت عنها .
أسعدَتني ابتسامته وهو يخلع قفّازيه ، وقال :
- لا شيء ذا قيمة ، مجرّد بواسير داخلية أيضاً ، كثيرة كعنقود العنب ، حبّاته محتقنة وستنفقئ تدريجياً ، وبعض الدم سيسيل ، ولا ترتكس النساء عادة لسيلان الدم إذ أنهن اعتدن على ذلك .
قلت :
-والألم ؟
-ذاك بسبب شقٍّ شرجي مرافق عند الساعة السادسة .
وعرف أني استغربتُ ذكر الساعة ، فأردف شارحاً:
-يشبّهون فتحة الشرج بالساعة لتسهيل الوصف ، وحليماتكِ الباسورية تتدلى من الساعة الثالثة والسابعة ، أما الشقّ فعند السادسة تماماً .
ضحكتُ وقتها ، وقلت :
-قبل الظهر أم بعده ؟
وبعد اللجوء لحِمْياتٍ طعامية غنية بالألياف ، بدأ النزف يتراجع والألم صار محمولاً إلى درجة أني كدتُ أنساه معظم سويعات العمل ، لكنّ المنطقة بقيت مشوّهة بتدلّيات جلدية كقلاقيل تالية لما سبق .
وقال لي واصفاً المنطقة في الزيارة الثالثة لعيادته :
-إنها عقابيل البواسير ، إذ انفرغ محتواها الدمويّ وبقيت الزوائد الجلدية ، ولا تُعتَبَر مرضاً ، ولكن البعض يجري لها عملية استئصالية على سبيل التجميل .
كان يحدّثني ، وكانت منطقتي ما تزال مكشوفة بلا خجل ، إذ اتّخذتُ وضعية جانبية لكي أرى وجهه .
وقتها ، خجِلَ (هو) من عيوني ، وجذب من أغطية سريره ما يغطّيني ، وقال وهو يتّجه لطاولة مكتبه :
-يمكننا متابعة الكلام لو ارتديت ملابسك ، وتفضّلتِ بالجلوس قبالتي .
ارتديتُ ملابسي خلف ستارته على أكثر من مهل وأقلّ من عجل ، وكأنْ لا أحد ينتظرني لنكمل حديثنا . حتى شعريَ المعقوص قبل الفحص أرخيته ونثرت خصلاته بحركاتٍ من رأسي ، وتأمّلتُ زينة وجهي في مرآة حقيبتي .
خرجتُ إليه مبتسمة ، واثقة من نفسي ، غير هيّابة من الفحص الذي تعرّضتُ له وكأني كنتُ فاتحةً فمي عند طبيب الأسنان. انتصب واقفاً ، وهو الذي كان جالساً ينتظرني ، وأشار إلى مقعدٍ قبالته لأجلس ، ولم أشأ ، وفضّلت الوقوف كي لا يطول الحديث ، ولأنّ تخريشاً يحزّ في مقعدتي ، وقلت مبتسمة :
-قلتَ ، تجميل ! وهل المنطقة تحتاج للتجميل يا دكتور ؟
تغيّر لونه ، إذ أحسّ بسخرية كلماتي ، ولم يُجِبْ على سؤالي ، بل أخذ يخطّ شيئاً على ورقة صغيرة أمامه .
قبل أن أخرج ، قلت وعيوني تبحث عن عيونه المُطرِقة :
-من الواجب أن يكون لديك ممرّضة تحضر فحوصاً كهذه يا دكتور ، خاصة إذا كانت المريضة صبيّة مثلي ، لا تنسَ أننا في مجتمعٍ شرقيّ .
أنهى شخبطاته على ورقته ، وشطب عليها بجرّة قلم مسموعة ، ورفع ناظره نحوي ، وقال :
-لأننا في مجتمعٍ شرقيّ ، كنت مستغرباً أن تتكرّر زياراتكِ لوحدِك ، عادةً تحضر المريضة إلينا برفقة زوجها ، أو على الأقلّ صديقتها .
ظلّتْ هناك بعض الصداقة الحذرة مع ذاك الطبيب ، باستفساراتٍ بين الفينة والأخرى ، كعقابيل وقلاقيل تالية للحالة المرضية .
قال لي في ذات يوم :
-أخاف من المرأة ، لا أهتمّ لأمرها عندما تكون في فوعة المرض ، لأنها تكون كالحيّة الجريحة منطوية على جرحها ولا تلدغ ، ولا تختلف المرأة المريضة الأنثى عندي عن أي رجل . ولكنها عندما تتعافى ، ويعود البريق لجلدها اللمّاع ، ويعود النشاط للسانها المشطور ، عندها يجب الحذر منها ، وأرفض استقبالها في عيادتي ، لا بل قد أتهرّب منها .
-ولماذا يا هذا ؟
وكان مضطرّاً أن يشرح لي :
- هنا مكان عمل ، والمريض يأتيني مستضعَفاً طالباً العون ، ويكون دوري كطبيب أن أنجدَه . ولا مبرّر عندي لاستقبال ضيفة أو صديقة في مكان العمل .
-يعني أنه غير مرحّب بي كزائرة لعيادتك ولو كان مروراً ؟ وقد أكون أحياناً في السوق وقريبة منك ، فيخطر لي أن أشرب القهوة عندك كنوعٍ من حطّ الرّحال أثناء التجوال .
ضحك وقال :
-ذلك ممكن طبعاً ، كالقطار يتوقّفُ هنيهة في محطة وقتية أثناء عبوره الضواحي ، ولكن أخاف أن تجعلي عيادتي محطتكِ النهائية ! ***************
تعليق المريضة :
كنت وصديقتي نتجوّل في السوق ، ومررنا بجانب عيادة ذاك الطبيب ذي البواسير ، فقلت لها ، تعالي معي إلى عيادة ذلك الطبيب ، عنده أخلع سروالي ، ويلقي نظرته الفاحصة على مؤخرتي ، ويبدي ثناءه عليها ، تعالي معي لتتأكدي من صدق كلامي !
****************