مصطفى معروفي - أيتها الأدغال المسكونة بي

للبحر الساجي تمتد يدي
توقظ فيه لمعان الصحراء
فأقرأ طالعه بمساعدة الطير
أراه غزالا ينشأ من حجر منفلت
يعطي الأبعاد مفاهيم الريح
ويخرج من أصبعه يربوع
يزعم أن القيظ يلين له،
هو الماء يصحح وجهته
يشعل أعراس الهجرة في
جسد الملح
أفاتحه في مسألة الغيب
فيرسم فوق يديه مهاة جافلة
لم أدر
فقد جئت إليه يوماً مَا مرتعشاً
لأشي بالغيمة إذ كانت تنوي
أن تنتاب بواخره غسقا
بعدئذ ترحل وهْيَ تراه دنِفاً
عيناه ساهمتان إلى الزرقة،
سوف أعاتب قدري
إذ كيف إذا حاولت أطالبه بجوارٍ حسنٍ
أغضى
ومضى نحو الأرق المترامي
ليحرضه ضدي
أيتها الأدغال المسكونة بي
يا صاحبة الشأن الشامخ
منك أجرّد ذاكرةً لثقوب التاريخ
أرمّم فرحي بك
وأعيد صياغةَ أهداب الفتنة
ثم أقوم و أرحل مغتبطا وكأني
شجر بهبط من جسد النار
لكي يشهد عن كثبٍ خارطةَ المدن القصوى.
ـــــ
مسك الختام:
حين تمشي
تمهلْ وكن حذرا
ربما في الطريق
يخونك ظلّك.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى