محمد محمود غدية - عروسة مارونيت

تصحبها دعوات أمها و قائمة من المحظورات والممنوعات،
وهى تخطو أولى عتبات الجامعة،
مدهوشة أمام الكرنفالات والإكسسوارت والباديهات الملتصقة، فتيات مصبوغات ومنفوخات بالسيلكون، يرتدين جديد بيوت الأزياء،
- لا تصادقى الأولاد والبنات، لاشئ سوى الإهتمام بمحاضرات الجامعة بهدف الحصول على شهادة التخرج، عليها أن تودع الثوب المدرسى الموحد فى ثانوى ، والباديهات والجوب القصير، مرحبة بالملابس الكاجوال الفضفاضة، عالم جديد تطرق لأول مرة أبوابه،
- أجهضت الأم حلم إبنتها
مؤكدة على ضرورة الإحتشام، وتعليب الأنوثة المدخرة، حتى مقدم إبن الحلال،
قائمة الممنوعات، لا تمل الأم عن ترديدها طول الوقت، حتى تحولت إلى جدار أسمنتى، حال دونها ومجتمع الجامعة، والتغيير حتى فى حدود المسموح،
- لارحلات لاصداقات
لا إشتراك فى إتحادات الطلبة ولا حتى المشاركة بالتصويت فى الإنتخابات،
- بعد التخرج، إصطدمت بقائمة جديدة
من الممنوعات عند قدوم إبن الحلال، لا إسراف فى الضحك، يكفى الإبتسام، العينين مصوبة بالأرض، لا ترفع الرأس، اليدان متشابكتان، كل شئ بحساب،
لا تتكلمى حتى لو طلب منك الكلام، سأتولى عنك الرد،
هكذا قالت الأم : وعلى الإبنة
أن لا تغفل تلك التفاصيل الهامة والمؤكدة،
- جاء العريس ليجدها لا ترفع عينيها فى وجهه، صامتة لا تتكلم ، ربما لا تجيد الكلام ، هكذا قال لنفسه ...!
أخذ يسألها عن دراستها سنوات الجامعة وهى لا تجيب ..!!
بعد أن أفرغتها أمها من الإرادة والثقة بالنفس، والقدرة على المناقشة والحوار،
- لم تحاول أن تدفع بطفاية السجائر نحوه، حين أشعل سيجارته وحتى إنتهى منها، أنه أمام فتاة تفتقد القدرة على المناقشة والحوار، وأبسط قواعد الذوق والإتيكيت، لا تعيش عصرها،
- أشبه بعروسة ماريونيت، تتحرك فقط وفق المطلوب منها،
- إنه أمام عرض مسرحى باهت ،
بعده أسدل الستار،
وخرج ولم يعد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى