محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - إنها لعنة يا أمي

انها لعنة يا أمي ، اودكِ أن تعتذري كما تفعلين فيما مضى
اطلبي مني ان ابصق على كفك
اصفعي العالم
لارضى
اصفعي المدينة لأبتسم
اصفعي الحبيبة لتجف النافذة المبتلة بالكئابة
اصفعي قلبي
ليكف عن التبرع بالاكتراث
لوجوه باردة
كقفازات عامل في مصنع ثلج
في الماضي كُنت اعتقد أنني المسؤول يا امي عن كل شيء
انني رب هذا الأنا
انا اُقرر من أين اقضم
وكيف
لكنني يا امي لو توقفت كلياً عن فعل شيء
لحققت انتصارات اكثر
لو فقط
استيقظت ومسحت الغبار عن النافذة ، لزارتني العصافير
لو اعددت كوب قهوة ، لكتبت عن الحُب الذي يتسلق الرأس كدوار الثمالة
لو نظفت ثيابي المهترئة
لزارني الموعد في غُرفتي
لكنني اخرج يا امي
منذ طفولتي ، اخرج ولا اجد الطريق
من الباب
تُداهمني السجون ، والبيوت الشريرة ، والوجوه التي لا ترحم ابتسامة
الحبيبة التي كان ينبغي ان ازهر فيها
ذبلت حولها رغبتي
والعاهرات اللواتي ادخرن لاجلي المودة ، سحبنها لصاحب جيب غير مفتق
والخمرة التي تعصي الله
تعصي حتى الذاكرة ، فتبوح ببيوت قصفتها قصائدي بالجروح المتواطئة مع قبضة الخنجر
والشتاء الطويل الذي كان ينبغي ان اخضر بعده
تلاه شتاء اكثر قسوة
والكهنة يا امي ، لم يعودوا يُجيدون التوسط الى الله
منذ ان اعتزلوا المحاريب ، والشموع
وعبدوا فخذا
منذ أن عبؤوا جيوبهم بالهة اكثر شباباً
ألهة منفتحة لا تطلب صلاة
او جلسات محاسبة
الهة تسير على الطُرقات
تُجرب أن تسكر
أن تتبول واقفة
حتى ان تختبر اسرار العاهرات العنيفة ، في الازقة الزرقاء
امي
ان من يُجدن الشعر ، لن يجيدوا غيره
صادقت الحياة
على كأس اساء ركل الكلمات ليلاً
اريد ان اجيد أن اكون سعيداً ، أن اجيد البكاء بعيني ، وفمي ، واعضائي الحميمة
لقد تعبت من التناقص في كل دمعة لا ازفها لحمام الذاكرة
اُريد أن اخرج واعود لمرة واحدة فقط
راضيا تماماً ، من تواضع الطريق
و أدب المقاعد في الموعد
ومن لطافة الحافلة
فدائماً ما انتهي في جُرف سكين
دائماً ما اتأبط امرأة خارجة من فوهة مسدس ، متأهبة لقتل رجل غير محدد
فأكونه
دائماً يا امي
ما تنتهي ليلة عرسي
بمأتم

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى