محمد محمود غدية - إعتذار

كاتب القصة لا يمكنه إخضاع شخصياتها لأفكار مسبقة، وغالبا ما تمضى القصة فى إتجاهات غير متوقعة،
دور الكاتب تدوينها دون زيادة أو نقصان،
- رجل وإمرأة مغموران بوشاح المسرة، يعصران الشهد من اللآلئ والنجوم والأقمار،
تذهلنا الحياة بمنطقها المعاكس وغير المتوقع، فقد تهدى إليك شيئاً تحبه فى توقيت خطأ، أو فى مكان لا ترغبه، تماما مثلما حدث للرجل وإمرأته الندية كالفجر والرقيقة كالنسيم،
حين برزت لهما عينان، أشبه بعين الصقر، تتبعان الزوجة
كأن جمالها يستفزه، ويستدرجه إلى الجنون، يظل شاخصاً ببصره نحوها، حتى وهى تغلق النافذة، لدرجة أنها أغلقت غرفة النوم، خشية أن تتبعها عيناه الجريئتين والتى أخافتها، لابد وأن سطوة الوحدة قاهرة،
تراه وحيداً طول الوقت، عيناه توشك أن تقفز من
محاجرهما،
تمسك بها وتتدحرج على الأرض، لتمسح كل ركن فى الشقة دون إستئذان،
يبدو أنه ساكن جديد، لأن الشرفة التى يطل منها كانت مغلقة لسنوات،
ثلاثينى يحمل وجهاً بسيطاً به بعض الملاحة المكسوة بصمت متواطئ،
هل تدهشه التفاصيل والجزئيات الخفية .. ؟
لابد وأن تخبر زوجها، عن ذلك المتطفل الذى تربكها عيناه لدرجة التعثر، والذى لم يتراجع عن النظر إليها، وبوقاحة تبدو مقصودة،
إنها سعيدة فى زواجها، لديهما رصيد من الحب لا ينفذ، مشوق لها دوما كشوقه للشمس التى تشرق من وجنتيها،
- طرق الزوج باب الثلاثينى المتطفل، الذى غاب بعض الوقت فى فتح الباب،
قرر الزوج أن يلقنه درساً فى آداب الجيرة، وأنه من الأفضل أن يتزوج بدلا من التحرش البصرى بزوجات الآخرين،
الوحدة مارد ينهش القلب،
- فتح الباب ، ليطل وجه مبتسم بعينين لوزتين فاحمتين منطفئتين !!
شحت بطارية الزوج الغاضب، الذى داهمه الخجل المروع، أمام الثلاثينى الغير مبصر،
دارت به الدنيا، وثقلت خطواته لا يدرى ما يقول معتذراً :
أنه أخطأ العنوان .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى