محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - هذه السُحب السوداء للكآبة

هذه السُحب السوداء للكآبة
التي تكاد أن تمس الرأس ، كقبعة ضخمة
تنعكس ظلالها
على روحي القلقة
السكون يتمدد كاعشاب شريرة
يكبل السياجات الحديدية للروح
اشعر بثقل الايام
كسجين
امامه مُتسع من الابد ليتعرف على الجدار عن كثب
ويصادق الجدار
ويتحول الى جدار
اشعر وكأنني خُلقت للتسلية ، لملء الاماكن غير المُهمة في الدفتر
ماذا يود الله
بخلق شاعر ذو روح قلقة ، واصابع ترتجف في المصافحات الجادة
و قلب لا يهدأ له نبض
بعيداً عن الثمالة واجساد النساء
اعرف أن الخلل لم يكن في الوقت ، في الاشياء
لقد كُنت الخلل
لأنني اتعلق بالباص ، لا بفرح الوصول
بالسيدة التي تعبر امامي في احد الطُرق ، بمؤخرتها البخيلة
وليس بالتي تنتظرني في الفِراش
بالرصاصة التى تصيبني دون قصد
وليس بالموت الذي يُجالسني ليلاً ، مقتسماً معي الغرفة والصمت ، وحزن النافذة
يبهجني مشهد التوابيت ، لأنها مكان ، جُدران ، وانتماء
لأنني لم املك مكانا يوماً
لم املك صدرا يُرضعني البهجة ، ويلقنني طُرق قراءت ظلال المساء
واشعر بعاطفة تربطني باحزاني الكثيرة والماكرة
لأنها بطريقة ما تهتم لأمري
لم يسبق قط إن تركتني وحيداً لليل
ليختلي بي الدخلاء
اشعر بصلة قُربى بالذاكرة
لأنها اعطتني العائلة ، ورائحة الفراش ، وجسد طري وممتلئ بالندوب
اعطتني الامتلاء
حين ازعجني التجويف في الداخل
التجويف الذي يُصدر اصواتا تشبه اصوات النهايات ، كمدينة مسكونة بجُثث يابسة ومقوصة
كقلب مسكون بكارثة لم تجف بعد
كناي افرغ روحه راعي ماشية حزين
تُرى
كيف اقول مُتعب ، دون أن تضبطني الكاميرات في زاوية تصلح للفُرجة
كيف الفظ تعبي للوسادة الباردة
والمنشغلة باحلامها الخاصة
كيف
اتفوه بخسائري الفادحة في سباق الوقت
السباق الذي يدور حول من سيصل الى اخر النصل اسرع
من سينجح في اخراج اوردته الطافحة بالنساء
لُيشنق نفسه
بالرغبات
اريد أن اصدق أن هذه الاشياء التي تدور حولي محض حُلم
وأن اصابع ما في فِراش هادئ
تتنزه في شعري
وأن صدرا ما ينبض بافراحه المرحة بالقُرب مني
وأن مساء ما
في ناصية هذا الموت المعلق بين مدينتين
يمشي كمارشال عسكري
واثق بقدرته على مدنا بالحب
اريد أن اؤمن من جديد
أن الرب قد اختلقني عن قصد ، وأنني لم اكن نموذجا اُطلق للتجربة
وأنه حقاً اراد أن يجمع فظائع الكون في جسد
فكنت هذا العزوز
وأن هذه الهشاشة حتمية
لرجل دعكته اصابع المشيئة كحنطة لا تُجيد التنكر في الخبز
اريد أن اتصالح مع هذه الاشباح التي تُطاردني
في الوجوه
وفي الساعات الاولى من كل حب
وفي اللحظات الاخيرة من كل عناق
وفي منتصف الكأس العاشر من كل تذكرة رطبة للغياب
وفي الاجساد التي امتطيها ثم اقول
ليس هذا هو الجسد الذي قصدته
لقد
كان
لقد كان
لقد كان اكثر دفئاً

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى