محمد محمود غدية - مدارات

عبر نافذة كانت منفرجة، فتحها نسيم الصبح الرطب، تسللت الشمس، إستقبلتها أصص الأزهار، في تفتح أوراقها المشرعة، كأنها فراشات، ألوانها تخلب الألباب وتآسر النواظر.
راحت امرأة ناحلة، ذات عينين نجلاوين مسالمتين، تراقبان الخيوط الذهبية، التى تخلفت عن شمس الصباح، معلنة ميلاد يوم جديد.
لم تستطع أن تمنع دموعها الحارة، من التساقط، والتدحرج على خدها،
فى حياة الواحد منا، ضعف وقوة، ضعف يجب ألا يؤدي إلى التخاذل، وقوة لا تأخذنا إلى ظلم الآخرين.
التعب الذي لحق بها ليس جسمانيا، لكنه تعب ينفذ للروح، ويجثم فوقها، وينشب فيها مخالبه الجارحه، كانت تظن أن الحب، يأتى الإنسان على مهل، يرشفه قطرة قطرة، لكنه باغتها، إستشعرته من لمعان العينين، وصفاء القلب، وإعتلاء وضع الكتفين وإتساع الخطوة.
في المرآة .. وجدت امرأة أخرى
لا تعرفها، خمسينية وهى ما زالت في أول العقد الثالث،
الرجل والمرأة، كائنان مختلفان،
لأن الرجل فى أخص خصائصه،
له وظيفة مختلفة عن وظيفة المرأة، وكذلك المرأة .. !!
لابد من إعتراف كل منهما، بحق الآخر فى الإختلاف.
يغار عليها من نسمة الهواء، إذا حفت بثوبها، وإذا تكلمت فى الهاتف، يسأل عن المتصل وما يبغى ..؟
يحصى عليها الخطوات والأنفاس،
لا يرضى بالثوب الملتصق والقصير، ورغم ذلك، تحبه، تسند تعبها على زنده، لم تفلح في تغييره، ولن تفلح،
صديقتها من أيام الجامعة، والتى كانت لها رؤى وأحلام، بحجم الأضواء، والظلال المسافرة، هاتفتها لتستفيد من نصائحها وتجاربها،
- إلتقيا .. تحدثت صاحبة التجارب، والخبيرة بأحوال الرجال، كيف تزوجت برجل لا يراها، رغم أنها تراه طول اليوم، لا يسألها إذا خرجت إلى أين ؟
لا يرى أثوابها الجديدة، لا يتكلم كثيراً، حتى تسريحة شعرها المتجددة، والميكاب والنيولوك
لا شئ يستوقفه، تعمدت أن تقص شعرها، في محاولة للفت نظره، دون فائدة، لا يعنيه من تهاتف ولا من تصادق، لدرجة أنها شكت، فى أنه
لا يحبها، أو أن تكون هناك أخرى.
وحين جاء دور زوجة الغيور فى الكلام، إعتذرت فى ضرورة الإنصراف، دون كلام .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى