محمد محمود غدية - حالة

نبت عشوائى فى حديقة مهملة، هكذا يرى نفسه غير مهتم بمظهره، الورود تنبت فى الأرض الطينية شديدة السواد، هكذا كان يجيب على من يسأله عن فوضى ملابسه وذقنه الغير حليقه، منضبط فى عمله كبندول الساعة، ولأنه الأكثر انضباطا ونشاطا وعملا، فقد تم ترقيته مديرا لشئون الأفراد،
كانت هناك عينين حانيتين تشعان دفئا وألقا تراقبانه بتؤدة ورفق، ترى بداخله ألوان مبهجة كقوس قزح، اشاعت الفرح فى سماءها، فصوبت رداراتها نحوه لتشمله عنايتها وإبتساماتها الآسرة، فتاة إستثنائية رفضت أن يظل عطرها حبيس القوارير، فأطلقته بخورا، تسلل الى أعماقه ليتنفس لأول مرة بهجة الصبح وعبير الورد، وتلتمع عيناه بالفرح الغامر، يفتح بوابات القلب المغلق، على عوالم الحب المدهشة، ومشاعر دافئة لم يلمسها من قبل، وكما يذوب الثلج تحت الشمس، إستسلم لغواية زميلته الإستثناء، يحلق معها فى دنيا الأناقة والجمال، ونبذ القبح ويطل من بوابات العشق، إنسان جديد اكثر تألقا واكثر بهجة بعد أن استسلم لقبضة الحب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى