محمد محمود غدية - الصغيرة على الحب

رسم لنفسه هدفا لا يحيد عنه، فى إختياره واحدة من كليات القمة، سياسة واقتصاد كوالده الذى يعمل فى الحقل الدبلوماسى، والسفر لكل الدنيا فى آخر المرحلة الثانوية، فى إحدى مدارس اللغات الخاصة المشتركة، ولأنه نتاج الحضارتين الأوربية والمصرية، أب مصرى وام المانية،
فقد ورث الشعر الأصفر والوسامة ورشاقة الطول، تجاوره فتاة متيمة به وبحسنه، غرقى فى حبه وهو لا يرى فيها سوى زميلة وصديقة لا أكثر، تشجعها إبتسامته التى يوزعها على الجميع بالتساوى، والتى تراها المولعة به حبا، حلو الدعابة، ولأنها الأقرب فى الجوار طلب منها القصة المقررة التى ضاعت منه، صورت طلبه على أنه حب،
لا تدرى أن الحب أضحى خرافة، كثير الترحال قليل الإقامة، كان لابد لها بالبوح بحبها له، والذى إستقبله بفتور ، كتبت له رسالة إنتقت كلماتها من شعر غزليات نزار قبانى المشتعلة الأحرف، إنتظرت رده يوم إثنان أسبوع لاشىء، وهى لاتدرى أن علاقته بها لا تتعدى حدود الصداقة، غير مهتم بشئ سوى دراسته والمجموع الذى يؤهله لكلية سياسة وإقتصاد، تلتمس الأعذار فى غياب رده، ربما مازال ينتقى كلمات فى مستوى شاعريتها الرقيقةالمتفردة،
لا تدرى أن رسالتها إبتلعتها نيران المدفأة، لم تقرأ كلمات الإمام على : رغبتك فى زاهد فيك مذلة نفس، نقلت صديقة مشتركة، حقيقة مشاعره نحوها، وهى التى إستخدمت فى الحب عقلها بطريقة صفر فى المائة، وعواطفها مائة فى المائة، وإستقبلت التجربة بطريقة الذوبان فى أول نهر يصادفها وهى لا تعرف بعد العوم، لا تدرى أن الحب يفتقد للقواعد المألوفة، أورثتها التجربة الهم، وهى مازالت صغيرة على الحب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى