نجوى صبح - دمعتين... ضحكات وطفولة

أحسُّ بضيقٍ
كيف؟
لمَ؟
لا أُصدّق!!!
... أُصدق
أرمي كل تساؤلاتي
أتجاهل خيباتي وآلامي
... أمضي

مللتُ الوحدة...
أخرج من قوقعتي...
نسيت....
أدخلتها
لأني أحسستُ بالوحدة
... بين الجموع

أعبّئ آلامي في أكياس سوداء
أضعها في علبةٍ سميكةٍ
أُقفلُ عليها
ألصقُ الغطاء جيدًا... والفتحات
لئلا تتسرب
... كالغاز المسيل للدموع

...أقف
أقف عليها...
باسمة...
رافعة رأسي إلى الأعلى
مشدودة الأكتاف
مزهوّة، فارغة...
كدمية تحركها خيطان

أرقص...
تتسرب رائحتها من جديد
إلى أنفي
تُدمع عيناي
أقع...

امسحُ دموعي
أحملُ العلبة فوق رأسي
على كتفيّ
أتنشقُ هواء نقيًّا
وأمضي...
أتعب منها
أتركها... أهربُ...
أركضُ... أختبئُ...

تلاحقني ككلبي
أُشفقُ عليها
... أُشفقُ عليّ
أحضنُ نفسي...
أُواسيها، أُشجعها...
أستعدُ للمواجهة...
... أفتح العلبة
مترددةً...
أحرّك يديّ...

أغمض عينيّ
أفتحهما...
أنظرُ! ...
كلمات! ...
أصوات! ...
صور! ...
دمعتين! ...
ضحكات...
طفولة...

أنثرها حولي
كثيابٍ قديمةٍ
أرسمُ عليها
تتمزقُ تحت القلم
تتلاشى ترابًا...
غبارًا... تعود
يجمعها الهواء في راحتيه
يحملها بخفّةٍ...
ينظر إليَّ ضاحكًا
يلوي رأسه مستهزءًا!!
ويمضي...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى