ما أغبى الكًتاب والمفكرين ! يعجزون عن عيش الحياة ؛ يكتفون بالمشاهدة على وهمٍ آمنوا به ، أن الله سيستثنيهم ويمنحهم فرصة أخرى للعيش .
قالتها وهي تمارس طقسها اليومي بزيارة صفحته على الفيس وقراءة منشوراته و التعليقات عليها ، ذلك الذي منحته نفسها مقابل ولو جزء من اهتمامه ولكنه لم يفعل !
قلت له: تعال إلى " مانشستر " وتزوجني .
- لا أستطيع مغادرة بغداد .ولن أهاجر مثلما هاجرتِ أنت من عسقلان .
- أنت تتعلل بارتباطك ببغداد ، والحقيقة أنت أدمت السهر على الشات أمام النساء العاريات .
- لا أنكر عشقي لحبيباتي .
- وهل تسمي هذا حب؟
- نعم هو الحب بعينه فكل امرأة أعشقها كعشقي للوحة من لوحاتي في مرسمي ؛ بيننا عشرة وتاريخ هو قطعة من عمري مثل أي أم تعشق أولادها حتى وإن زادوا عن أحد عشر ولدا ، هل يستطيع أحد أن يتهمها بالخيانة ؟
- ولكن الأبناء غير...
- نحن بصدد الحديث عن مقدرة القلب على الحب ، طالما أنه قبل التعدد في الأولاد إذن فالتعدد سمة من سمات القلب وليس الأحادية كما تزعمون .
التوحيد في الحب فكرة انعكست علينا من التقديس الديني ، فإذا أحببنا رجلا قلنا الرجل الأوحد والزعيم الأوحد والقائد الملهم ، والحقيقة لا يوجد رجل أوحد و لا زعيم أوحد و لا قائد ملهم و لا امرأة واحدة في حياة أي رجل . التعدد في الحب نعمة عظيمة ، وصديقاتي على الفيس لا أستطيع التخلي عن إحداهن .
آآآه ! حينما قلت له و الحزن يعتصرني : سأتزوج يا عليّ .
بلا مبالاه قال: مبارك ربنا يسعدك ِ، تمالكت نفسي قبل أن أبصق في وجهه خلال الشاشة . لم يكلف نفسه بسؤالي بمن سأتزوج !
منذ زواجي لم أتحدث إليه حتى رغم قراءتي لمنشوراته أكثر من مرة إلا أني لا أعلق عليها و لا حتى " بلايك " .
بالأمس ألقى التحية رددتها وقلبي يخفق . استطرد سعيدا كطفل : لقد نشرت مجلة لوحة لي ، وأرسلوا شيكا بمائتي دولار .
سألته ذلك السؤال الذي أسأله لطفل جاء لزيارتنا بصحبة أمه وقد أعطيته مبلغا من النقود : ماذا ستفعل بها ؟
- سأصرف: " الشيك" من المصرف الكائن في منتصف شارع المتنبي بجوارنا وأشتري بكل المبلغ خزينا من التبغ والبن .
- أهذا كل طموحك؟
- لا أريد من الدنيا إلا لفافة تبغ أنفثها وأنا أشرب قهوتي أمام حاسوبي .
- تعال " لمانشستر " ولك وظيفة في القناة التي يملكها زوجي .
- ههههههههه واضح أنك تزوجت بمليونير.
- حين وافقت عليه لم أكن أعرف عنه شيئا سوى أنه من أصول عربية ، كنت أقطف وردة من بستانه الذي أمر عليه ، تلك التي أحرص على أن ألوّح لك بها وأنا أحدثك عبر الشات .
كان يراقبني من خلف زجاج شرفته ، بينما أمد يدي أقطف وردة إذا به يمد يده من خلفي بمجموعة ورد .التفت له ، أخذتها شاكرة مبتسمة ، سألني عن جنسيتي ، عرض عليّ الزواج لمؤانسة وحدته فرحبت .
بعد الزواج عرفت أنه يقوم ببث تجريبي لقناة " سيدشنها " قريبا تحت اسم " صوت العروبة " .
حين علم باهتمامي بالأدب ومتابعتي لمجموعات كثيرة على الفيس . طلب مني أن أقوم بعمل أفلام تسجيلية وندوات أدبية كفقرة أسبوعية في القناة .
- ربنا يوفقك ، لكني لن أترك العراق أبدا ولو مت جوعا ، العراق التي يجري بها دجلة والفرات ونصف نخيل العالم وبترول ومعادن شتى لن أتركها وأتسول عملا موجها لأغراض لا أعرفها في قناة آخر ما ستعمل من أجله هو صوت العروبة ، إن كان للعروبة صوت .
- سأتركك الآن . لقد اقترب الصباح ، تأهب للذهاب للمصرف ، ونلتقي ليلا .
**
فور استيقاظي قبيل المغرب هرعت لصفحته ؛ صفحته ليس بها جديد ؛ لم ينشر شيئا مذ كنا معا على غير عادته !
انتبهتْ على يد تحيط بعنقها . قال :هل سمعتِ بالتفجير الذي هز شارع المتنبي ببغداد هذا الصباح ؟ لقد راح ضحيته العشرات ومنهم الرسام علي أبو بكر .
سقطت رأسها بين كفيها زمنا لا تدريه ، نظرت نحوه في صمت مطبق ثم قالت : لا لم أسمعه به .
أشعل لفافة تبغ ، تركها في المنفضة ، دخل غرفته ، انتبهت على رائحة شياط ،التفتت حولها لتجد لفافة التبغ قد أتت عليها النار دون أن تمسها شفتاه ، تأملتها وهي تتمدد مقتولة ، اقشعرّ بدنها ، عاد حاملا مجموعة أوراق نقدية ، وضعها في يدها وهو يبتسم قائلا : شدي حيلك أريد حلقة تهز الدنيا عن التفجير ونبذه عن ذلك الفنان الذي راح ضحيته وسأمدك بمعلومات عنه لكي تكون بدايتك في القناة قوية . وكأن الله دبر هذا الحادث لكي يكون قاعدة ينطلق منه برنامجك للنجومية .
- ماذا ستسمين هذه الحلقة ؟
- أطالت التحديق فيه ثم قالت : ما رأيك ؟ نسميها " ملاك سيء السمعة " .
قالتها وهي تمارس طقسها اليومي بزيارة صفحته على الفيس وقراءة منشوراته و التعليقات عليها ، ذلك الذي منحته نفسها مقابل ولو جزء من اهتمامه ولكنه لم يفعل !
قلت له: تعال إلى " مانشستر " وتزوجني .
- لا أستطيع مغادرة بغداد .ولن أهاجر مثلما هاجرتِ أنت من عسقلان .
- أنت تتعلل بارتباطك ببغداد ، والحقيقة أنت أدمت السهر على الشات أمام النساء العاريات .
- لا أنكر عشقي لحبيباتي .
- وهل تسمي هذا حب؟
- نعم هو الحب بعينه فكل امرأة أعشقها كعشقي للوحة من لوحاتي في مرسمي ؛ بيننا عشرة وتاريخ هو قطعة من عمري مثل أي أم تعشق أولادها حتى وإن زادوا عن أحد عشر ولدا ، هل يستطيع أحد أن يتهمها بالخيانة ؟
- ولكن الأبناء غير...
- نحن بصدد الحديث عن مقدرة القلب على الحب ، طالما أنه قبل التعدد في الأولاد إذن فالتعدد سمة من سمات القلب وليس الأحادية كما تزعمون .
التوحيد في الحب فكرة انعكست علينا من التقديس الديني ، فإذا أحببنا رجلا قلنا الرجل الأوحد والزعيم الأوحد والقائد الملهم ، والحقيقة لا يوجد رجل أوحد و لا زعيم أوحد و لا قائد ملهم و لا امرأة واحدة في حياة أي رجل . التعدد في الحب نعمة عظيمة ، وصديقاتي على الفيس لا أستطيع التخلي عن إحداهن .
آآآه ! حينما قلت له و الحزن يعتصرني : سأتزوج يا عليّ .
بلا مبالاه قال: مبارك ربنا يسعدك ِ، تمالكت نفسي قبل أن أبصق في وجهه خلال الشاشة . لم يكلف نفسه بسؤالي بمن سأتزوج !
منذ زواجي لم أتحدث إليه حتى رغم قراءتي لمنشوراته أكثر من مرة إلا أني لا أعلق عليها و لا حتى " بلايك " .
بالأمس ألقى التحية رددتها وقلبي يخفق . استطرد سعيدا كطفل : لقد نشرت مجلة لوحة لي ، وأرسلوا شيكا بمائتي دولار .
سألته ذلك السؤال الذي أسأله لطفل جاء لزيارتنا بصحبة أمه وقد أعطيته مبلغا من النقود : ماذا ستفعل بها ؟
- سأصرف: " الشيك" من المصرف الكائن في منتصف شارع المتنبي بجوارنا وأشتري بكل المبلغ خزينا من التبغ والبن .
- أهذا كل طموحك؟
- لا أريد من الدنيا إلا لفافة تبغ أنفثها وأنا أشرب قهوتي أمام حاسوبي .
- تعال " لمانشستر " ولك وظيفة في القناة التي يملكها زوجي .
- ههههههههه واضح أنك تزوجت بمليونير.
- حين وافقت عليه لم أكن أعرف عنه شيئا سوى أنه من أصول عربية ، كنت أقطف وردة من بستانه الذي أمر عليه ، تلك التي أحرص على أن ألوّح لك بها وأنا أحدثك عبر الشات .
كان يراقبني من خلف زجاج شرفته ، بينما أمد يدي أقطف وردة إذا به يمد يده من خلفي بمجموعة ورد .التفت له ، أخذتها شاكرة مبتسمة ، سألني عن جنسيتي ، عرض عليّ الزواج لمؤانسة وحدته فرحبت .
بعد الزواج عرفت أنه يقوم ببث تجريبي لقناة " سيدشنها " قريبا تحت اسم " صوت العروبة " .
حين علم باهتمامي بالأدب ومتابعتي لمجموعات كثيرة على الفيس . طلب مني أن أقوم بعمل أفلام تسجيلية وندوات أدبية كفقرة أسبوعية في القناة .
- ربنا يوفقك ، لكني لن أترك العراق أبدا ولو مت جوعا ، العراق التي يجري بها دجلة والفرات ونصف نخيل العالم وبترول ومعادن شتى لن أتركها وأتسول عملا موجها لأغراض لا أعرفها في قناة آخر ما ستعمل من أجله هو صوت العروبة ، إن كان للعروبة صوت .
- سأتركك الآن . لقد اقترب الصباح ، تأهب للذهاب للمصرف ، ونلتقي ليلا .
**
فور استيقاظي قبيل المغرب هرعت لصفحته ؛ صفحته ليس بها جديد ؛ لم ينشر شيئا مذ كنا معا على غير عادته !
انتبهتْ على يد تحيط بعنقها . قال :هل سمعتِ بالتفجير الذي هز شارع المتنبي ببغداد هذا الصباح ؟ لقد راح ضحيته العشرات ومنهم الرسام علي أبو بكر .
سقطت رأسها بين كفيها زمنا لا تدريه ، نظرت نحوه في صمت مطبق ثم قالت : لا لم أسمعه به .
أشعل لفافة تبغ ، تركها في المنفضة ، دخل غرفته ، انتبهت على رائحة شياط ،التفتت حولها لتجد لفافة التبغ قد أتت عليها النار دون أن تمسها شفتاه ، تأملتها وهي تتمدد مقتولة ، اقشعرّ بدنها ، عاد حاملا مجموعة أوراق نقدية ، وضعها في يدها وهو يبتسم قائلا : شدي حيلك أريد حلقة تهز الدنيا عن التفجير ونبذه عن ذلك الفنان الذي راح ضحيته وسأمدك بمعلومات عنه لكي تكون بدايتك في القناة قوية . وكأن الله دبر هذا الحادث لكي يكون قاعدة ينطلق منه برنامجك للنجومية .
- ماذا ستسمين هذه الحلقة ؟
- أطالت التحديق فيه ثم قالت : ما رأيك ؟ نسميها " ملاك سيء السمعة " .
