محمد محمود غدية - المفاجأة

سحبت الشمس أثوابها فى رحلة الغياب، وتسلل الليل عبر شباك النافذة الذى كان مواربا، يقطع السكون رنين الهاتف، الذى حمل خبر نجاح كبرى البنات، أخيرا حصلت على بكالريوس الإعلام قسم صحافة، إلتحقت بالعمل فى إحدى الصحف الخاصة، بعد رفض والدها العمل تحت ريادته، فى واحدة من الصحف القومية الكبرى
- تجلس وخطيبها فى إحدى الكافيهات، إحتفالا بالنجاح، متحابان ومتفاهمان لديهما حلم كبير يؤسسه الحب والإخلاص،
تركب المترو يوميا، وهى فى طريقها للجريدة.
تصحبها عناية الثلاثينى، الذى ما أن يراها حتى يخلى لها مقعده، مع إبتسامة لا تفارق وجهه معللا إقتراب محطته، لم تستطع النظارة السوداء التى يرتديها، إخفاء ملاحة وجهه وشاربه الدقيق والأنيق، مهذبا ورقيقا
لايفعل شيئا سوى الإبتسام وإخلاء مقعده عند رؤيتها، ليست صدفة بدليل تكراره اليومى، تعمدت أن تريه خاتم خطبتها، لكنه لايبصره،
أو ربما رآه غير مبالى، حتى كان يوما دس بيدها ورقة وإنصرف، قرأت فيها رقم هاتفه، صحيح خطيبها ليس فى ملاحة ووجاهة ذلك الشاب، لكنها تحب خطيبها، ضرورى سيبتعد عنها حين يجدها
لا تهاتفه، لكنه لم يبتعد وإنما دس فى يدها هذه المرة وردة حمراء معلنة عن حبه لها، هو لن يتراجع، وهى فى حرج لا تعرف ماتفعل حياله، لابد من إيقاف هذا العبث. كان من الضرورى الإبلاغ عنه، رغم انه مهذب وخلوق طول الوقت،
تعمل محررة فى قسم الحوادث، معلوماتها تأتى بها من أقسام الشرطة،
يمكن ردعه بطرق مهذبة، بالتوقف عن مطاردتها وستميل الشرطة لرأيها، لم تخبر خطيبها بما حدث تجنبا للإصطدام وتوسيع المشكلة، قررت حلها، بعد الإنتهاء من عملها، توجهت لقسم الشرطة وهناك كانت تنتظرها مفاجأة !!
ظابط الإنابة الجديد، هو صاحب الوجه المليح والشارب الدقيق، المهذب والمتيم بها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى