في بيتنا قطة سوداء؛ صارت ذات نفوذ؛ همت أختي بطردها؛ سيما وأنها تسرق أشياءها، أفقدتها ثوبها الأرجواني؛ جعلت منه كرة تتقاذفها وتركلها فترتب على ذلك أن كسرت آنية الطعام واحدا وراء الآخر؛ تذمرت أمي من هذا الكائن الذي ضرب نظام البيت دون اهتمام بما نحن فيه من عنت، تموء في ساعة متأخرة من الليل؛ نصاب بالهلع، لم تكتف بهذا؛ جاءت بقط أبيض، احتاجا لمكان يأويان إليه، انتفخت بطنها؛ ستأتي بصغار يزاحموننا في ذلك المسكن. مؤكد لن يمر الوضع دون عراك بيننا وبين القطة السوداء وصغارها، للسيطرة على حجرات البيت، أخذت تموء الصغار في أوقات متقطعة؛ أقلقت نومنا، بتنا في ضوضاء لا تنتهي.
جربنا كل الحيل التي من شأنها أن تساعدنا في أن نخرج القطة وعائلنها، فكر أبي في أن يأتي بقطة بيضاء؛ فالقطط لا يحب بعضها بعضا، على غير التوقع؛ تآلفوا، بات من المستحيل تحمل هذا.
انتقلنا إلى الشارع نمضي فيه أكثر ساعات اليوم، فهو أكثر اتساعا، لكنني جربت حيلة ماكرة، أحضرت طعامي، وهبتهم أشيائي، رسمت لهم لوحات جميلة، كتبت لهم معلومات بها بعض التحذيرات؛ اللبن ضار بالصحة، هواء الشارع أكثر فائدة للصغار؛ دور السينما تعرض أفلاما للقطط والفئران.
استجاب الصغار لحيلتي؛ اعتادوا التسكع في الممرات الخلفية، الإناث منهن صرن مولعات بالزينة؛ تقول أمي: إن العشق يظهر في احمرار الشفاة، لم تعد أختي تجد ملابسها، كل ما كان عندها صارت تنعم به تلك الحيوانات الأليفة.
القطة السوداء كانت داهية؛ سرقت أقلامي وفرشاة الألوان، ملت الصغار من لوحاتي القديمة.
أخفت السوداء مفتاح البيت، حدث هذا حين خرجنا نشتري ملابس العيد، لم نجد بدا من المبيت في حجرة بئر السلم، تنظر إلينا القطط في تشف عجيب؛ إنها تجيد تسلق الحوائط، هزئ بنا الجيران؛ العائلة التي هزمتها القطط.
تسامعت القطط القاطنة في شوارع المدينة بذلك الفخ الذي نصب لنا؛ ﻷول مرة يمتلكون بيتا، ليس عجبا أن تساندها جمعيات الرأفة بالحيوان.
برامج التلفاز - وما أكثر الرغي فيها- وجدتها مادة مسلية؛ ركاب المترو صارت جيوبهم خاوية، ما يزال في الجعبة الكثير، المولعون بالتشفي يرون مكرا تدبره جهة ما، يجب علينا أن نتصالح مع تلك القطة، نتقاسم معها البيت، سنعرض عليها أن تسمح لنا بملء الآنية بالماء؛ نستخدم المرحاض، شرط أن نعلن أن القطة السوداء وهبت حكمة علوية؛ كل ما في الأمر أننا خدعنا من حيث لا ندري.
تصدر صحف الصباح بأخبار ما فعلته القطة السوداء؛ نساء الأحياء الراقية وجدنها فرصة لشغل الفراغ الذي يعشن فيه، بدأن بعمل صالونات فنية وحفلات موسيقية، ارتدت القطة السوداء ثوب أمي الذي احتفظت به منذ تزوجت أبي، تخطو في تدلل، لم يعد لدينا ما نفعله غير تجهيز الطعام للسوداء وصغارها.
جربنا كل الحيل التي من شأنها أن تساعدنا في أن نخرج القطة وعائلنها، فكر أبي في أن يأتي بقطة بيضاء؛ فالقطط لا يحب بعضها بعضا، على غير التوقع؛ تآلفوا، بات من المستحيل تحمل هذا.
انتقلنا إلى الشارع نمضي فيه أكثر ساعات اليوم، فهو أكثر اتساعا، لكنني جربت حيلة ماكرة، أحضرت طعامي، وهبتهم أشيائي، رسمت لهم لوحات جميلة، كتبت لهم معلومات بها بعض التحذيرات؛ اللبن ضار بالصحة، هواء الشارع أكثر فائدة للصغار؛ دور السينما تعرض أفلاما للقطط والفئران.
استجاب الصغار لحيلتي؛ اعتادوا التسكع في الممرات الخلفية، الإناث منهن صرن مولعات بالزينة؛ تقول أمي: إن العشق يظهر في احمرار الشفاة، لم تعد أختي تجد ملابسها، كل ما كان عندها صارت تنعم به تلك الحيوانات الأليفة.
القطة السوداء كانت داهية؛ سرقت أقلامي وفرشاة الألوان، ملت الصغار من لوحاتي القديمة.
أخفت السوداء مفتاح البيت، حدث هذا حين خرجنا نشتري ملابس العيد، لم نجد بدا من المبيت في حجرة بئر السلم، تنظر إلينا القطط في تشف عجيب؛ إنها تجيد تسلق الحوائط، هزئ بنا الجيران؛ العائلة التي هزمتها القطط.
تسامعت القطط القاطنة في شوارع المدينة بذلك الفخ الذي نصب لنا؛ ﻷول مرة يمتلكون بيتا، ليس عجبا أن تساندها جمعيات الرأفة بالحيوان.
برامج التلفاز - وما أكثر الرغي فيها- وجدتها مادة مسلية؛ ركاب المترو صارت جيوبهم خاوية، ما يزال في الجعبة الكثير، المولعون بالتشفي يرون مكرا تدبره جهة ما، يجب علينا أن نتصالح مع تلك القطة، نتقاسم معها البيت، سنعرض عليها أن تسمح لنا بملء الآنية بالماء؛ نستخدم المرحاض، شرط أن نعلن أن القطة السوداء وهبت حكمة علوية؛ كل ما في الأمر أننا خدعنا من حيث لا ندري.
تصدر صحف الصباح بأخبار ما فعلته القطة السوداء؛ نساء الأحياء الراقية وجدنها فرصة لشغل الفراغ الذي يعشن فيه، بدأن بعمل صالونات فنية وحفلات موسيقية، ارتدت القطة السوداء ثوب أمي الذي احتفظت به منذ تزوجت أبي، تخطو في تدلل، لم يعد لدينا ما نفعله غير تجهيز الطعام للسوداء وصغارها.