وزَّعَتْ الشُموع المُعطَّرة في أرجاء الصالون؛ الذي يَصْدحُ في فَضائه موسيقى "ريمسْكي كورسَاكوف" (شهر زاد) والعابق برائحة الوَرد.
اعتنَتْ كثيرًا بزينتها وملابسها، حاولَتْ القَفز فوق الدَّقائق في انتظاره، تساءَلَتْ: لماذا رفضَ إرسال سيارتي الخاصة له لأكفيه عَناء المواصلات العامة.
قبوله دعوتها على العَشاء في بيتها جعَل قلبها يَخفق بزيادة، تذكَّرَت خِفة ظله أثناء العمل؛ كان مِمَّن يعملون معها في القسم الذي تترأسه، كلما ضايَفته وطلبت له شايًا؛ يُمازحها: أليسَ عندكِ غير الشاي؟ ألا تدعوني إلى طعام قَط؟
ضحِكَتْ في هذا اليوم كعصفورٍ حَبيس؛ فتحوا له باب القفص في غفلةٍ من الزمن، هو الوحيد الذي تتقبل مداعباته الكلامية، ويُعجبها محافظته على هندامه، وأدبه في الحوار وابتسامته الدائمة. كانت أرملة وحيدةً تُقاسي صَقيع الوحدة.
تَقطع الصالة مِرارًا بخطوات مُتوتِّرة مِن وإلى النافذة، عيناها تنتقلان بين ترتيبات العَشاء الذي شاركتها فيه جوارحها المتلهفة للقائه، ثم إلى الشموع، وإلى الورود.
تَسْمَع جرَس الباب، يُفلِتُ قلبها دقَّتين، انبهاره بمظهرها كان واضحًا، يُغازلها مُداعبًا بالقول كعادته، تُسبل عينيها دلالاً.
جلس في مقعد ذي مسندين وجلسَتْ هي على الأريكة الواسعة تتوقّع انضمامه إليها، رسالة لم يَفهمها، في جُرأةٍ مجنونة دَعتهُ ليجلس بجوارها، اَرتبك لبُرهةٍ ثم انصاع لطلبها.
تذكَّرَتْ وصفهُ لنفسه بأنه وُلِدَ كهلاً، لم يعِش طفولة ولا مُراهَقة، ولم يكن له مغامرات مع الجنس الآخر، تبتسم مُشجِّعةً له، قطرات عرَق خفيفة تعلو جبينه رغم برودة التكييف.
تأكّدَتْ من تأثُّره بها، عِطرها الذي اختارته بتأنٍّ، فستانها المكشوف، زينتها المعتنَي بها، كل هذا يقول: هَيْتَ لك.
شفتاها على بُعد سنتيمتراتٍ قليلةٍ من شفتيه، يَغيبُ وعيهُ بين العِطر المُسْكر والقُرْب الحمَيم، تُغمض عينيها، لحظاتٌ ينزلق فيها وعيهُ ويبادلها قُبلة، رائحة الفراولة المحبَبة لزوجته في أحمر الشفاه؛ تَصفعهُ بقوَّة، يَنسَلًّ بهدوء مغادرا.
تهمس: "أحببتُكَ، لن أُكلِّفكَ شيئًا؛ ولنُخْفِ الأمر عن زوجتك".
تسبَح في حُلم جميل، تراه يُعانقها، يضمُّها إليه بقوة، حرارة أنفاسه تَلفحُ وجهها، يَمنحُها الشَّوق الذي طالما كانت تحلمُ به، تَسمَع الباب يُصْفَقُ بشدَّة؛ تَفيقُ من الحلم. لم تُصَدِّقُ أنها ببيتها وحيدة.
اعتنَتْ كثيرًا بزينتها وملابسها، حاولَتْ القَفز فوق الدَّقائق في انتظاره، تساءَلَتْ: لماذا رفضَ إرسال سيارتي الخاصة له لأكفيه عَناء المواصلات العامة.
قبوله دعوتها على العَشاء في بيتها جعَل قلبها يَخفق بزيادة، تذكَّرَت خِفة ظله أثناء العمل؛ كان مِمَّن يعملون معها في القسم الذي تترأسه، كلما ضايَفته وطلبت له شايًا؛ يُمازحها: أليسَ عندكِ غير الشاي؟ ألا تدعوني إلى طعام قَط؟
ضحِكَتْ في هذا اليوم كعصفورٍ حَبيس؛ فتحوا له باب القفص في غفلةٍ من الزمن، هو الوحيد الذي تتقبل مداعباته الكلامية، ويُعجبها محافظته على هندامه، وأدبه في الحوار وابتسامته الدائمة. كانت أرملة وحيدةً تُقاسي صَقيع الوحدة.
تَقطع الصالة مِرارًا بخطوات مُتوتِّرة مِن وإلى النافذة، عيناها تنتقلان بين ترتيبات العَشاء الذي شاركتها فيه جوارحها المتلهفة للقائه، ثم إلى الشموع، وإلى الورود.
تَسْمَع جرَس الباب، يُفلِتُ قلبها دقَّتين، انبهاره بمظهرها كان واضحًا، يُغازلها مُداعبًا بالقول كعادته، تُسبل عينيها دلالاً.
جلس في مقعد ذي مسندين وجلسَتْ هي على الأريكة الواسعة تتوقّع انضمامه إليها، رسالة لم يَفهمها، في جُرأةٍ مجنونة دَعتهُ ليجلس بجوارها، اَرتبك لبُرهةٍ ثم انصاع لطلبها.
تذكَّرَتْ وصفهُ لنفسه بأنه وُلِدَ كهلاً، لم يعِش طفولة ولا مُراهَقة، ولم يكن له مغامرات مع الجنس الآخر، تبتسم مُشجِّعةً له، قطرات عرَق خفيفة تعلو جبينه رغم برودة التكييف.
تأكّدَتْ من تأثُّره بها، عِطرها الذي اختارته بتأنٍّ، فستانها المكشوف، زينتها المعتنَي بها، كل هذا يقول: هَيْتَ لك.
شفتاها على بُعد سنتيمتراتٍ قليلةٍ من شفتيه، يَغيبُ وعيهُ بين العِطر المُسْكر والقُرْب الحمَيم، تُغمض عينيها، لحظاتٌ ينزلق فيها وعيهُ ويبادلها قُبلة، رائحة الفراولة المحبَبة لزوجته في أحمر الشفاه؛ تَصفعهُ بقوَّة، يَنسَلًّ بهدوء مغادرا.
تهمس: "أحببتُكَ، لن أُكلِّفكَ شيئًا؛ ولنُخْفِ الأمر عن زوجتك".
تسبَح في حُلم جميل، تراه يُعانقها، يضمُّها إليه بقوة، حرارة أنفاسه تَلفحُ وجهها، يَمنحُها الشَّوق الذي طالما كانت تحلمُ به، تَسمَع الباب يُصْفَقُ بشدَّة؛ تَفيقُ من الحلم. لم تُصَدِّقُ أنها ببيتها وحيدة.