مصطفى معروفي - غريب

يدي أفُقٌ للغيوم
وعيد من الاحتمال القريب
هو البحر مغتبطا يحمل امرأة
تحت جانحه
يطرح الزهو في حضن أسماكه
لا ينام على حجر بيّنٍ
أو يدوّن في إبطه غابة الاستواء
على الريح أن تستعير المرايا
فما الناي حين أعجبها
كان يصبو فقط لإراقة أنفاسه في
ثياب الصباح الأنيقةِ
كان يحب مفاتحة الأرض في وجهها
أين يهبُّ خريفا
هنا فتح الماء أذرعه للرياحين
أعطى النبوءة للعشب سِلْماً
وغادر نحو الجهات التي لا تقل امتدادا
عن الروح
من سحبٍ للحياة
همى رجل
فمه من رخام
وعيناه نافذتان تنوسان
منخره قفص من نخيل
يداه مداران ينتفضان بوجه الكواكب
جبهته شجرٌ صالح للغياب
ورجلاه مطحنتان لعنف الطريق
وجبَّته غيمة تجهل الرقص
حتى الصميمِ
همى حالما
حيث مال إلى الأرض يشعل فيها
معادنه الفوضويّةَ
جاء غريبا
وعما قريب
يموت غريبا كذلكْ.
ــــــــــــ
مسك الختام:
موجة نشزت من عباب
إلى الشط
واتخذت نورسا صاحبا
في الحقيقة
صار العباب بخيلا
فكفتْ يداه عن النفقةْ.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى