ميشال سعادة - وِسَادَةُ الحَنِين..

دَائِمًا
لَهَا ...


في البَالِ امرَأَةٌ تأخذُ بيَدي
تُعلِّمُني الكتابَةَ
يَحلُو لها أَن تكُونَ غَيمَةً
تُمطِرُ على أورَاقِي
بَينَمَا النِّسِاءُ الأُخرَياتُ تَماثِيلُ
مِن دُخانْ ..
هَذِي المَرأَةُ
تَحمِلُنِي إلى دِفْءِ ضَوئِها
تَكسَحُ عن أصابعي أَعشابًا برِّيةً
تَحرِثُ أرضِي قَبلَ أنْ
يُداهِمَ اللّيلُ نَهارِي
إمرَأةٌ تَجعلُ وَقتِي يَخضَرُّ
يَنمُو كما شَجَرُ الدِّلبِ والحَوْرِ
حَولَ عَينٍ
مَحَطِّ أنظارِ الصَّبايَا
عِندَ العَشِيَّات ..
إمرأةٌ _
تَغفُو على وِسَادةِ الحَنينِ
تَستَيقِظُ على نَهرِ الكلِماتِ
تُبلسِمُ أَوجَاعَ الحُرُوفِ
وَالنَّهدُ انحِناءَةُ زَنبَقَةٍ
والعَينُ أغوَتْ لَوحَةَ العِشَّاق ..
إمرَأَةٌ _
تَشدُّني إليها أَشعَّةُ الشَّمسِ
وَظلالُ اليَاسمِين
أقفَلَتْ جَمِيعَ نَوَافِذِها إلاَّ نافِذَةً
تُعانِقُ مِنها قَنادِيلَ البَحرِ
وَخُيُوطَ الغَيُوبْ ..
إمرأةٌ _
ألبسَتْ قَصائِدي ثِيابَ البَهاءْ
رَقَصَتْ على أهدَابِ الحُرُوفِ
عانَقَتِ الأرضَ وَالفضَاءْ
بَسَطَتْ حَنانَها على المَسامِعِ
وَثَغرِ الأُقحُوانْ
رَحَلَتْ
الى حَيثُ لا يَجرُؤُ الآخرُون
إمرأةٌ _
أيقَظَتِ الأحلامَ من نَومِها
سَافَرَتْ صَوبَ المُشتَهَى
تَمتَصُّ رَعشةَ الآتي
فِي عُرُوقها رَغبةٌ تَطُولُ
أغوَتْ عُشَّاقَها فاتَّسَعَ ليلُهُم
يَمُوتُون شَوقًا بين الصَّمتِ
وَعُيُونِ الإنتِظار ..
إمرأةٌ _
حَتَّى تَساءَلَ عُشَّاقُهَا
أَهيَ غَيمةٌ عَارِيةٌ
تُرَاقِصُ السَّحابَ
حتَّى ذَابَ
مَطَرًا وَانسَابَ ؟
أَمْ هِي سَاحِرَةُ الحَرفِ
رَاقَصَتهُ فانتَشَى
يختالُ دَلاًّ وإغوَاءً
وَارتِعَابْ ؟
إمْرَأَةٌ _
إرْتَعَثَتْ زُهًا
فَتَجَلَّتْ على عَرشِهِنَّ ارتِقَابًا
وَارتِغَابْ !
إمرأةٌ _
أطَلَّتْ زُهَا الدُّنيَا
حُضُورًا فِي غِيَابْ
كأنْ حُوريَّةٌ أم طيفُ سَرابْ
أَدمَنَ عَاشِقُوهَا حُضُورَهَا والغِيابْ
أَدْمَنْتُ خَمْرَ شَفَتَيْهَا
رَشْفَ مِسْكِهَا والرُّضَابْ
إمرأةٌ _
لا مِثلَها كانَتْ نِسَاءْ
لا .. وَلا مِثلَها
أَنجَبَتْ حَوَّاءْ !

ميشال سعادة
حاشية :
– إرتعثَتْ : إرتدت الحليّ والجواهر .
– ارتقابًا وارتغابًا : انتظارًا ورغبةً
شديدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى