د. عبدالله عوبل - قصيدة البحر

منذ زمن كان "القصر المدور" ذاكرتي
وكانت اللالئ تدور حوله
وكانت التلال تختزل جمال الدنيا
تهاديت قليلا نحو اليمين ونحو اليسار
والجنة هنا بلا فاكهة ولا انهار
والمدينة في منزلة بين المنزلتين
كل شروق تهبني التلال قصيدة للبحر
البحر يطوق المدينة بذراعيه
ويطوقها الحراس إلاّ نافذة البحر
هي طريقي الى الشمس
المدينة التي أرضعتني نور الشمس
المدينة التي سقتني تضاريسها المهندمة
المدينة التي وزعت فؤادي فوق تلالها
المدينة هي التي تدفعني خارج أسوارها
كل شروق جواز سفر الى الأزقة المنحوتة
على جدار "شمسان"من الأحجار الانيقة
الطرحة التي تختبئ خلف "المشرفيات"
توزع عبيرها على المارة آخر النهار
تستأنس المدينة بضحكات البحر
البحر يؤقت حركته على بياض ثغرها
البحر يسكن على خطى المدينة النائمة
البحر يهيج على وقع ازدحام الشوارع
البحر يسحبني إلى اعماقه المجهولة
مدت المدينة شعرها المنسدل على التلال
ونسائم "باصهيب" ترفرف على سارية
من بدائع الكون
وتستقبل الكهوف رفات القبيلة المنكسة
التلال التي تحتضن ساعة بج بن العدنية
التلال التي تضيئ الفنارات العالية
التلال التي سكنت على رصيف الفؤاد
التلال هي التي تكويني بنيران الأغتراب
اللآلئ التي فقدت بكارتها عند الشواطئ
هجرت قصرها الذي أحتضن عذريتها
وتاهت

عبدالله عوبل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى