مؤكد أن ما أخبرني به ذلك الرجل الطيب قد حدث؛ بت أتساءل وماذا بعد؟
علي أن أغادر تلك المدينة على وجه السرعة؛ ثمة أخبار ترد من جنوب البلاد أن التماسيح تخرج إلى الشاطيء؛ حين اتصل بي صديقي صبري شوقي أكد لي هذا؛ إنهم يبتعدون عن النهر؛ لم تعد السفن تشق ماءه؛ حين وضعت رأسي على الوسادة مستجلبا النوم مثلت لي تلك التماسيح كائنات غريبة؛ أحدها فتح فمه فأبان عن أسنان كأنها منشار الخشب بيد عم إسماعيل النجار؛ لهذا الرجل حكاية غريبة؛ التصقت ذقنه بشفته السفلى؛ لايطلب من أمي غير كسرات الخبز مغموسة في اللبن؛ ماتزال بعضا من صنائعه تعيش معنا؛ منضدة ودولاب؛ رحم الله أبي كان يزرع أشجار الجميز والكافور؛ لقد ذبلت بعده؛ نسيت أن أخبركم أن ذلك الحكيم هو عم إسماعيل؛ أمسك بيدي ونفخ فيها ثلاثا؛ قرأ آية الكرسي والمعوذتين؛ أوصاني وقد كنت ساعتها طفلا لم يناهز السابعة بعد؛ قطع الحبل الذي وضعته جدتي في شحمة أذني؛ كان الصبيان بل الصبايا يتندرون علي؛ على أية حال؛ قال لي كلمة ما يزال صداها يتردد في أذني؛ يوم يظهر التمساح في النهر؛ اغرس أعواد التين الشوكي؛ لم أفهم ما يعنيه بهذه النصيحة؛ هل سيكون طعاما لنا؟
ترى هل سأختبأ فيه؟
حين كنت جالسا أمام شاشة التلفاز؛ لاتحلو برامج الرغي إلا ليلا؛ أعددت كوبا من الشاي؛ التهمت خمسة أرغفة؛ أطعمت الجراء الصغيرة؛ ثمة شك لدي أن جاري اللئيم من وضع لأمها السم؛ صرت أحنو عليها؛ لم أكتف بسماع نصيحته؛ أثر ذلك في تعرجات جبهتي! أبتسم حين شاهدت أحد المجذوبين يضع جبهته في الصلاة على جلد تمساح؛ حين سألته أخبرني أنه يتقي به؛ حاولت جاهدا أن أعرف السر؛ طوى مصلاه ثم ولى هاربا؛ ثمة أسرار تحيط بنا؛ إنها بلاد العجائب والتمائم؛ تتصدر نشرة الأخبار عناوين عن فيضانات الجنوب؛ لقد ثار النهر؛ لم يفلح الأحباش في قهره؛ غير أن التماسيح والعقارب تلتهم كل شيء أتت عليه؛ يبدو أن ما أخبرني به عم إسماعيل جاء زمانه؛ حتى في بلاد الثلج حيث النسوة أكثر بياضا منه؛ لم تعد السفن في الأنهار تجري؛ حرائق في بلاد المغرب؛ نسيت أن أخبركم أن التمساح الذي يلتهم أسماك البحيرة يفعل هذا لأن أمه ماتت وهو مازال صغيرا!
علي أن أغادر تلك المدينة على وجه السرعة؛ ثمة أخبار ترد من جنوب البلاد أن التماسيح تخرج إلى الشاطيء؛ حين اتصل بي صديقي صبري شوقي أكد لي هذا؛ إنهم يبتعدون عن النهر؛ لم تعد السفن تشق ماءه؛ حين وضعت رأسي على الوسادة مستجلبا النوم مثلت لي تلك التماسيح كائنات غريبة؛ أحدها فتح فمه فأبان عن أسنان كأنها منشار الخشب بيد عم إسماعيل النجار؛ لهذا الرجل حكاية غريبة؛ التصقت ذقنه بشفته السفلى؛ لايطلب من أمي غير كسرات الخبز مغموسة في اللبن؛ ماتزال بعضا من صنائعه تعيش معنا؛ منضدة ودولاب؛ رحم الله أبي كان يزرع أشجار الجميز والكافور؛ لقد ذبلت بعده؛ نسيت أن أخبركم أن ذلك الحكيم هو عم إسماعيل؛ أمسك بيدي ونفخ فيها ثلاثا؛ قرأ آية الكرسي والمعوذتين؛ أوصاني وقد كنت ساعتها طفلا لم يناهز السابعة بعد؛ قطع الحبل الذي وضعته جدتي في شحمة أذني؛ كان الصبيان بل الصبايا يتندرون علي؛ على أية حال؛ قال لي كلمة ما يزال صداها يتردد في أذني؛ يوم يظهر التمساح في النهر؛ اغرس أعواد التين الشوكي؛ لم أفهم ما يعنيه بهذه النصيحة؛ هل سيكون طعاما لنا؟
ترى هل سأختبأ فيه؟
حين كنت جالسا أمام شاشة التلفاز؛ لاتحلو برامج الرغي إلا ليلا؛ أعددت كوبا من الشاي؛ التهمت خمسة أرغفة؛ أطعمت الجراء الصغيرة؛ ثمة شك لدي أن جاري اللئيم من وضع لأمها السم؛ صرت أحنو عليها؛ لم أكتف بسماع نصيحته؛ أثر ذلك في تعرجات جبهتي! أبتسم حين شاهدت أحد المجذوبين يضع جبهته في الصلاة على جلد تمساح؛ حين سألته أخبرني أنه يتقي به؛ حاولت جاهدا أن أعرف السر؛ طوى مصلاه ثم ولى هاربا؛ ثمة أسرار تحيط بنا؛ إنها بلاد العجائب والتمائم؛ تتصدر نشرة الأخبار عناوين عن فيضانات الجنوب؛ لقد ثار النهر؛ لم يفلح الأحباش في قهره؛ غير أن التماسيح والعقارب تلتهم كل شيء أتت عليه؛ يبدو أن ما أخبرني به عم إسماعيل جاء زمانه؛ حتى في بلاد الثلج حيث النسوة أكثر بياضا منه؛ لم تعد السفن في الأنهار تجري؛ حرائق في بلاد المغرب؛ نسيت أن أخبركم أن التمساح الذي يلتهم أسماك البحيرة يفعل هذا لأن أمه ماتت وهو مازال صغيرا!