ليلة أمس دارت بي رأسي؛ هجم علي النوم وله سلطان شديد الغلب، غبت عن عالمي، تباعدت همومي، جاءني ذلك الطفل الذي لم أر وجهه من قبل، جسده محاط بالشوك كما الصبار البري، لا ينتعل غير الحفاء، داهمني بأحلامه الموؤدة؛ أخذ يسخر من جسدي المترهل، يعبث بعقلي المثقل بالأوهام؛ يسب عجزي ويهزأ من خرفي.
تمتيت أن يحك شوكه فيخرج من جسدي كل نتوءات الوهن، آه لو أوسعني سبا!
تخيلوا تمنيت أن لو هربت إلى الكهف الذي آوى إليه الفتية الذين أوصدت أمامهم أبواب الخريطة التي تتقزم كل يوم، تلعب بسمواتها طيور ليفني؛ أي عار أيها الملالي حين يكون الطريق إلى إيلات يتم عبر شرب دماء أطفال بغداد ودمشق وتجويع صنعاء!
لم أتمالك نفسي خشية تلك الرصاصات التي اخترقت جسد ناجي العلي، هل يؤد بي قلمي إلى نهايته؟
ومن للأحلام الوردية والعطور المشتهاة، قاتل الله حنظلة وفقره؛ جنايته التي ارتكبها دون أن يترك لي باب اختيار!
وقالوا: ثورة؛ قبح الله ما فعلوا، يومها حصدت المناجل البراعم لتغدو ذكرى مختلطة بوجع وخداع، أي ثمرة غير عبث وفرقة وحقد أسود؛ أما كان أولى بحليب لها وكسرات خبز تسد جوعة حنظلة؟
ويا ترى هل أغنت عنا تلك الأشعار الحماسية يوم داهمنا الجهل ومزقنا البؤس.
كم كان الوطن جميلا!
يكفى أن العيون لم تر كل هذا القبح، وما ضر سنابل القمح أن مناجل الحصاد حادة، ثملنا بأغان تشدو ساعة الأصيل؛ نهدهد حنظلة لينام حالما بشربة ماء في مدن لا يقتلها الملح.
آن لنا أن نبصق على تلك الحيات التي تسولت لحى مزيفة وثياب رقطاء مقصرة؛ لها سجع الكهان وسحر الشياطين، ثم بعد فرت هاربة براياتها السوداء بعد أن أحرقت خيمة كانت حلم حنظلة!
لله ثم لأحفاد يأتون بعدما يوارى حنظلة في قبره هناك تحت أشجار الصبار؛ اتركوا للقمر منفذا يتسرب منه النور، كفى حقد كفى شر؛ الوطن يسع الصغار والجنود والزهور والحمام، آن للغناء أن يحلو في ليالي السمر!
تمتيت أن يحك شوكه فيخرج من جسدي كل نتوءات الوهن، آه لو أوسعني سبا!
تخيلوا تمنيت أن لو هربت إلى الكهف الذي آوى إليه الفتية الذين أوصدت أمامهم أبواب الخريطة التي تتقزم كل يوم، تلعب بسمواتها طيور ليفني؛ أي عار أيها الملالي حين يكون الطريق إلى إيلات يتم عبر شرب دماء أطفال بغداد ودمشق وتجويع صنعاء!
لم أتمالك نفسي خشية تلك الرصاصات التي اخترقت جسد ناجي العلي، هل يؤد بي قلمي إلى نهايته؟
ومن للأحلام الوردية والعطور المشتهاة، قاتل الله حنظلة وفقره؛ جنايته التي ارتكبها دون أن يترك لي باب اختيار!
وقالوا: ثورة؛ قبح الله ما فعلوا، يومها حصدت المناجل البراعم لتغدو ذكرى مختلطة بوجع وخداع، أي ثمرة غير عبث وفرقة وحقد أسود؛ أما كان أولى بحليب لها وكسرات خبز تسد جوعة حنظلة؟
ويا ترى هل أغنت عنا تلك الأشعار الحماسية يوم داهمنا الجهل ومزقنا البؤس.
كم كان الوطن جميلا!
يكفى أن العيون لم تر كل هذا القبح، وما ضر سنابل القمح أن مناجل الحصاد حادة، ثملنا بأغان تشدو ساعة الأصيل؛ نهدهد حنظلة لينام حالما بشربة ماء في مدن لا يقتلها الملح.
آن لنا أن نبصق على تلك الحيات التي تسولت لحى مزيفة وثياب رقطاء مقصرة؛ لها سجع الكهان وسحر الشياطين، ثم بعد فرت هاربة براياتها السوداء بعد أن أحرقت خيمة كانت حلم حنظلة!
لله ثم لأحفاد يأتون بعدما يوارى حنظلة في قبره هناك تحت أشجار الصبار؛ اتركوا للقمر منفذا يتسرب منه النور، كفى حقد كفى شر؛ الوطن يسع الصغار والجنود والزهور والحمام، آن للغناء أن يحلو في ليالي السمر!