وحيد مجذوب - مُثقل بطين الوقت..

السابعة صباحاً ..
الإستيقاظ خُرافة الأولين
النوم لِذة لم تُعرض في أسواق المُتعة
الأسواق التي تتاجر بالأجساد
قريباً ستضيف سلعة النوم
كدس من النعاس ما يكفي تحت سريرك

السابعة صباحاً ..
المدينة تَتأوه كقطة كسولة
كملابس مهترئة
في رحلة إحتضارها علي حبل الغسيل
بقايا حُلم عن أميرة نطاردها كل ليلة
ثمة قُبلة بدون ملامح هنا

الشوارع تشكُو من الخطوات القلِقة .. أعمدة الإنارة ذاهبة لتغفو .. فوانيس مازالت تأكُل أحشاءِها ..
أصوات تصرُخ بالخضار
بفاكهة اليوم
بأنين الأمس
بشيء عالق فى الأجفان
بقهوة ستجري فى الخواطر
بهموم تقضُم النهار

السابعة صباحاً ..
غُول الدوام
أوداج المُدير المنتفخة بالصُراخ
معركة محطة القطار الأزلية
كوب القهوة الذي سيندلق لا محالة علي بياض القميص
صياح الباعة المتجولين بالأمنيات
إلحاح المتسولين لقطعة خُبز
رِهاب الحبيبة من نافذة القطار
إغماضة إستسلام

هو السقوط إذاً

السابعة مساء ..
أعمدة الإنارة تستيقظ .. تعود لدوامها الليلي
بضوء خبيث تصطاد ما يكفي لعشاء الليلة
حوانيت تُفتح لإرتشاف السعادة .. مساكن تحاول التماسُك لليلة أُخرى .. الأزقة الماجنة تمارس السهر
الشوارع الصالحة نامت بعد صلاة العشاء
الهدوء شيء تفقدهُ مع أول كأسين
الحنين وحش الليل المتربص

السَابِعة مَساء ..
بقميص الليل تنفُض غُبار النهار
الحمَّام ساخن .. كحُمى الوادي المُتصدع
العشاء ساخن .. كحُضن
كقِسط من الراحة
والقهوة يتصاعَد بُخارها من غليون المساء

السابعة مساء ..
كإنتزاع العالم من كتفيك
كحِذاء مُثقل بطين الوقت
تترُكهُ خارجاً
وتستكين ..

تستكين
ليسقط العالم ..

..
وحيد مجذوب _ السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى