محمد محمود غدية - شجون

فى صدره شجون من صداقات كانت أثيرة لديه،
تباعدت وأحدثت شروخاً وإرتطامات نفسية موجعة، فى غيابهم إنطفأت بداخله أنقى المشاعر، صدره حقيبة مغلقة على قلبه، الذى كان غافياً، يستريح من الأوجاع التى تنهشه، بين الحين والآخر، يغمس قلمه فى مداد الآسى، يكتب قصصاً قصيرة، لا تفلح فى إزاحة ركام الأحزان، يرى فى نشر قصصه، بعض العزاء.
أوجعه مقتل قط، دهسته إحدى المركبات التى تسابق الريح فى رعونة وفوضى، أين نحن والرفق بالحيوان، غاب التسامح والحب والإخاء، رغم أننا مازلنا نعيش على موارد الروح الطيبة، ماذا حدث ليرتبك التقويم فى بوصلة الأيام ؟
إشتاق لحضن أمه الذى يروى ظمأه، ولكوب الشاي المنعنع من يديها المعروقتين،
يدخل فى عتمات متحركة، لا يدري أين يذهب ؟
تقوده قدماه إلى المؤسسة الصحفية، التى إعتادت نشر قصصه، فى صفحتها الأدبية، يصطدم باإعتذارات عن عدم نشر قصصه، بعد تغيير رئيس التحرير و المشرف الأدبي، اللذين خرجا من المؤسسة، بعد رفضهم، توجهات وإملاءات، ليست فى صالح القارئ، الذي تتوجه إليه الصحيفة،
الريح الشديدة، تهزه بغلظة وتستهدفه، قاصدة أن تكسره،
يرق قلبه للحب، الذى يغير الملامح، ويكسوها بهجة، ويمنحها أجنحة، تعينها على التحليق، فى أجواء فردوسية جميلة، إمتعض وجهه، حين رأى الحب وقد دهسته مركبة غاطسة فى السواد،
تمضى أيامه، وخيط من الشقاء، يصل اليوم بآخر لا ينتهي، مثل ساقية يجرها ثور مغمض العينين،
يبحث عن مساحة ود، عن ألفة وصداقة حقيقية من لحم ودم، عن دفء أمه،
لا يدري أين يذهب، بجيش إشتياقه، وقصصه وحلمه الذى أصبح بعيد المنال .. ؟
هل ضل طريقه، ودخل أرضاً غير صديقة لا تعرفه ؟
في مؤسسة صحفية أخرى، لمس برودة الإستقبال،
في نظرة سريعة، شيعوا فيها قصصه، التي لا تتفق وتوجهات الصحيفة،
طوى قصصه وحلمه ،
وإختصر الزيارة والكلام وغادر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى