محمد محمود غدية - المذبحة

قصة قصيرة.:
بقلم محمد محمود غدية / مصر
المذبحة

زميلته ناهد معيدة معه فى نفس القسم البيولوجى، تتشابه ظروفهما من حيث السن، بعد تجاوزهما الثلاثين بقليل، خطبت لجار أحبها وسافر إلى دولة أوربية، توقفت رسائله إليها بعد أن إمتدت الخطوبة لسنوات أربع، فشلت فى إيقاظ عواطفها نحوه، ففسخت الخطوبة وأكملت الماجستير، لنيل الدكتوراه، تهتم كثيرا بالزهور التى تزين مكتبها كل صباح، وهى التى تشبه الزهور فى نضارتها، قرأت فى عين زميلها مشاعر الحب المتوثبة نحوها،
لكنه الكبرياء الذى يمنعه من البوح، حتى كان يوما قدم لها تذكرتا سينما بعد يومين لتتمكن خلالهما من تدبير الأمر، يربطهما حب هامس، كهسهسة الأنسام، تستشعره ومرحبة به،
كان يوما حلوا، إصطحبها بعد السينما على عشاء فاخر، وإتفقا على الخطوبة وحددا موعد الزفاف، بعد مباركة الأسرتين،
- أثناء سيرهما فى حديقة الكلية رآها تتوجه لقطف إحدى الزهور التى إعتادت ان تزين بها مكتبها، صرخ فى وجهها قائلا : لا تقطفى الورد، وإسمعى حكايتها، كنت يوما فى حديقة الأندلس، حاولت مثلك قطف إحدى الزهور، صرخت فى وجهى طفلة مثلما فعلت معك قائلة : لا تشارك فى مذبحة الورد،
وأضافت الطفلة، إذا قطفتها ستكون لك وحدك، إذا تركتها ستكون للجميع، ومنذ ذلك الحين، وأنا لاأشارك فى مذبحة الزهور، وممتن للطفلة الجميلة التى كانت فى عمر الزهور .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى