جاكلين سلام - قريباً من الهاوية

1
فاجأني الحزن
واستوطنَ على كاهلي
انبجسَ كأنّه فرَّ من حَمأةِ مغاورِه
قلبي كمشةٌ تُماثلُ قلوبَكم
بكيْتُ ولا غرابة ، كلكم تبكون وتُشيحون
يُقطِّرني الدمعُ امرأةً مبتلةً بالأسفار
2
مسكنُ الرّوحِ ينفرط ، ولم تُخمِدني الشّهقة
ساعةُ الجدارِ حِيادية، أين يسري المصير
البارحةُ وترٌ في قيثارة الماضي،
أتسرّبُ ابتهالاتٍ
يمتصُّني الوجد ، ولا أذكرُ
كيف كفكفتُ غِراسَ الرّوحِ عن التّداعي
لم تكنْ تَأْتَأَتي يانعةً لأصقُلَ القلبَ في سمتِ القصيدة
لا لم أبكِ كما يجب،
كنتُ أرصّعُ دمعتي قُرطاً لنورسةٍ قد تعبر
بكى الياسمينُ على حِجري،
انفرط العِقدُ والعطرُ والدمع
3
الجيمُ وحيدةٌ تبحث عن باقي اسمي ، تبعثرتُ
نقاطاً في فراغٍ متداخِلَ الفصول
الـ (ج) منحنيةٌ على أوائِلِها وحتى منتَصفِ الرؤيا
النقطةُ في رحِمِها عينُ ماء
الـ ( ج ) كنغرٌ في جعبتِه وليدٌ ، على بعضِه ينحني
أنحني قُبالةَ سربِ من الأسرار
وليدٌ يهدهدُ قلقي
عسيرةٌ أطوارُ الولاداتِ في المحبرة
4
لم يَغمِزْني الوقتُ بشعاعِ انبعاث
رقمٌ أنا في صيرورةٍ متعثّرة
أتكثّفُ،أتكرَّر ... أندلقُ عليَّ ولا من كفٍّ
وأندملُ ، مذْ ولدتُ في غَبَش
لا شكّ، بكيْتُ مغلّفةً بلحاءِ الرّحِم
بسملَتِ الدّاية ، مسَّحتني بطِيب الدعَوات
بسملَتْ، تطردُ وجهَ عَشتارَ الآخَر
بسملَتْ لترعانيَ الملائكة
لم أصبحْ ملاكاً وليستْ سُمرتي سبباً
5
تموتُ الدّايةُ أيضاً
لا أعرفُ إن ماتتْ حقا ً،
أفترضُ
ساهمةً حدَّ التكهُّن ، يُعيلُني الحُلمُ
أُحاذي سماءَ الغموض ، وتلك الرّقعةُ ما بين النّهرينِ - دجلةَ والفرات
آهٍ ، كم الطينُ معتلٌّ ولا من شعلة
وإِنّا أبناءُ الكونِ انحرفْنا عن حكمةِ الحب
6
أتُراها أيضاً بكتْ أسرارَها أسفاراً ؟
الدّايةُ (زومي) حروفُ اسمِها انحناءاتْ ( ز و م ي)
وأنحنيتُ على ظِلِّي
التقطتُ من نهرِ الذّاكرةِ وِشاحاً مطرَّزاً بالتّمائم
مسحت ُعن بيتِ القلبِ بقايا الجحيم
7
زومي إرثٌ سومريّةٌ
أشورية ، وما سمعتْ عن البغيِّ المقدّسةِ وعَشتار، عُشبةُ الخلودِ والأفعى ،
وهل حقاً المرأة روَّضتهُ ، وبالبهاءِ ضمَّخَتهُ
وصارَ أَنكيدو بشراً
غالى سيدُ المختبرِ العصريِّ في تجَبُّرِه
بلا رحمةٍ خرقوا رَحِمَ الأوزون
تَلوَّثْنا بأمطارٍ حامِضيةٍ
تُلوِّثُنا
8
مسحتُ قَدمَ الليلِ بملحِ الدمع ، كم أخافُ أن يتفَسَّخَ
رَحِمُ الكون
الليلُ انفجارٌ عظيمٌ آخر
لا يَعرفُ كم هو طويلٌ كثيفٌ أسود
ويخيفُ الأطفالَ وليس شبحاً
هل يعتريكم ما أحِسْ ؟
والأرضُ أينما يمَّمْتَ شطرَكَ مغرورقةٌ
تَنعى آياتِ الجَمال
9
ليلٌ آخرُ يحرثُنا فنعودُ بشراً
بشراً يبكون
بشراً في دورةِ الخِصبِ المقدَّس
بشراً ينحنون على ضجيجِ أعماقِهم ويَحتضنون...
إنْ لم يكنْ أحداً
فحُلْماً ، فرغبةً في حُلم
فدوائرَ قمريّةً ... وأساورَ شمسية
نتكوَّرُ في النّوم ، موتاً مؤقّتاً
بويضةُ الحبِ تدَّخِرُ قلقَ الأحتمالات
أنعودُ إلى عُذريّةِ الأشياءْ أمْ نقطعُ الحبلَ السُريَّ بفأسٍ ؟
سقطْنا في سَوْءات
مَنْ كان منكم يحملُ جينةَ البراءةِ الأولى
فليحفظْها درّة ، لا يُخبرْ عنها أحداً
10
"الظلمةُ الأبديّةُ لا رجعةَ منها"
ليست الدمعةُ ، أبديةً
ولا استعطافاً ولا ياقوتاً
وإنْ لم يُقدَّرْ أن أكونَ الدّاية،
فلا الرغبةُ في أن أُصبِحَ النّادبة
تعـالوا أحبّتي
الموجُ والشّعلةُ والهواءُ والتّراب
أنشودة ٌ أنا على حافّة
مبَعثرةٌ بيادرُ صوتي
طقوسُ الكلام احتمالُ نبوءةٍ لبزوغِ غدٍ
مُرتجٌّ نشيدي والمكان
لا عشبةٌ على سُفرتي
إنما أعدُكم
بهالاتِ فرحٍ مُعتّقٍ،
حزمةِ أنهارٍ ملونّة،
قواربَ ورقيّةٍ
وحقيبةِ نُجوم

جاكلين سلام


نص من مجموعة"رقص مشتبه به" صدر عام 2005.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى