محمد محمود غدية - حب فى السحاب

أصبح عضوا بارزا فى جماعة الأدب بالكلية، لإجادته الشعر إلقاء وكتابة،
فى المهرجان الشعرى السنوى الذى تقيمه الجامعة، ألقى قصيدة شعرية، صفق لها الحضور طويلا، ومن بينهم تلك الفتاة، متأنقة المظهر والمنظر، إقتربت منه مبدية إعجابها بالقصيدة، بعد أن رددت بعض المقاطع، التى حفظتها عن ظهر قلب،
أنت أحد إثنين / إما أن يتناولك القلم فتقتل / أو لا يتناولك فتهمل / أو تتعلم فن القفز / فتغدو مابين البين، لها محاولات متواضعة من وجهة نظرها فى كتابة الشعر، طلب منها الإنضمام للجماعة الأدبية بالكلية، بعد لقاءات عدة، أهدته طاقم أقلام فاخر فى علبة أنيقة وحافظة نقود من الجلد الطبيعى، أخذ طاقم الأقلام شاكرا، ورفض حافظة النقود ضاحكا، وهو يقول فى صوت خفيض لا تسمعه، وأين لى بالنقود، وهو الذى يقطع المسافة من منزلهم الى الجامعة سيرا على الأقدام، ليوفر ثمن الباص،
فى مفاجأة غير متوقعة، دعته لحضور حفل عيد ميلادها، عشرات الأسئلة تدور برأسه، ماذا يقدم من هدايا فى عيد ميلادها، وماذا يرتدى وكيف سيبدو فى الحفل بملابسه البسيطة،
لديه ديوان شعر أهداه له احد الأصدقاء، قرر إهدائه لها،
فى الفيلا التى تشبه مايراه فى السينما، إستقبلته روائح عطرية تدير الرؤوس، المحتفى بها إستقبلته إستقبال حافل، فى ملابس سهرة، أشبه بنجمات السينما، فوق أغلفة المجلات، مدهوشا ومرتبكا لأنه فى المكان الخطأ، شكرته على ديوان الشعر هديته لها، بعد أن قالت له : أنها تحبه !
تصبب العرق منه والوقت شتاء، معتذرا لضرورة إنصرافه المفاجئ، لايدرى اين تقوده قدماه، وأين يذهب، مرددا بينه وبين نفسه، تحبنى كيف ؟ وهى البعيدة كالسحاب، وهو على الأرض بين الحفر والمطبات، سيخبرها فى الغد أن ذلك الحب مستحيل، هى فى السحاب وهو على الأرض دون أجنحة، لايقوى على الطيران .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى