رفقاء الزمن هم تحويشة العمر، نور الأيام شديدة الحلكة، خضرة الروح وطراوتها، يجتهد فى تضميد جراح الأيام، وسد ثقوب خيمات العمر، وترميم حطام الزمن وتداعياته، بداخله خراب بحجم الكون، مئات الحشرات الصغيرة تفترس روحه اللينة، تنهشه الوحدة، وتبتلعه الحوارى الضيقة المتداخلة فى بعضها، يلف معها ويدور حتى إنتهت به إلى زقاق مسدود، حيث كانت تعيش زوجته، التى انتقلت للعيش مع أسرتها، بعد سفر الزوج، للسعى الى الرزق، أتلفتها الوحدة وغياب الزوج، الذى توقفت رسائله وهواتفه، كانت تزين المائدة كل يوم، بالورد والشموع، لرجل لا يأتى، داهمته عتمة المدخل ورطوبة الجدران، ضوء شحيح يتسرب من فرجات شيش الشباك الخشبى القديم، تحف به أطياف وخيالات تحمل عبق الزمن الغابر فوق الجدران، تأتيه عابثة متسكعة على سطور الذكريات، الدروب معتمة والأبواب موصدة والجدران باردة، كل الأشياء متآمرة على ماتبقى منه، عمر بائس يمر دونها بلا معنى، كانت تضاحكه وتركض خلف الشموس والأقمار، يشتم عطرها يرجوها أن تأتى، وتعيد. ترتيب طاولة الطعام للرجل المرتقب الذى غاب طويلا، وقد جاء محملا بباقات ورد وود، وسوار من العقيق والماس لشمس الشموس، التى لم يغب عنه وجهها الغريق فى الصفاء، تقطن دمه، أخفى عنها سجنه فى الغربة لجهله قوانين البلاد، أرخى العنان طويلا لتداعيات الذاكرة، وقناديل الدموع النازفة، تائها فى زحام الكون الكبير، حبيبته مزقتها سياط الغياب والوحدة، وأتلفها الإنتظار، رحلت فى العتمات وغابت، ولحقت بوالديها، الوحدة تنهش الروح وتسلبها، يسألها الصفح والغفران، لماذا تأتى الأشياء الصحيحة فى التوقيت الخطأ ؟
وجع شديد يمزق جسده الواهن، تزحف نحوه نيران الغياب التى تحيط به من كل جانب، تطارده الأماكن دونها، ينكمش تحت الدثر، ويغمض عينيه، إستعدادا لركوب قاطرة الغياب، التى تنتظره دون تذكرة عودة .
وجع شديد يمزق جسده الواهن، تزحف نحوه نيران الغياب التى تحيط به من كل جانب، تطارده الأماكن دونها، ينكمش تحت الدثر، ويغمض عينيه، إستعدادا لركوب قاطرة الغياب، التى تنتظره دون تذكرة عودة .