قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية / مصر
ثوب فى زرقة البحر
ملامحها تطارده فى كل النساء وكل الأماكن، فى بعض الأحيان يضبط نفسه متلبساً وهو يدور حول امرأة فى المقهى الذى إعتاد الجلوس فيه، يتأملها وحدقتا عينيه على إتساعهما ليكتشف أنها أخرى، أتبع يوماً إمرأة فى الشارع، كان يقفز وهو يحاول اللحاق بها، حين نظر إلى وجهها وجده ليس فى نضارة وجمال من أحبها، أشرقت النجوم فى الظلمة الثقيلة التى غلفت نافذته بضباب كثيف، إستسلم لسلطان النوم الطاغي، تدثر بالألم الرابض حوله، تتكسر خيوط الحلم على جسده الواهن، تزحف نحوه نيران الشوق الحارقة، فينكمش تحت الدثر، يهذى وهو يحمل حقائبه وجواز سفره لبلاد أخرى، وبحار أخرى، تدوسه المركبات المسعورة، مشرداً فى ليل العالم الواسع، يشرب غربته كل يوم مع قهوة الصباح،
فى المقهى تقفز ذاكرته لتحتل المقعد المواجه له، وهى المتوهجة ألقا وبهجة، يتأمل الدموع التى تترقرق فى عينيها الوديعتين الصافيتين، وهى لا تخفض بصرها عنه، إنها السلالة الفريدة لإمرأة موشاة برسم الطواويس وحوريات البحر، المدن ليست فى جمال مدينته، ولا النساء فى رقة ووداعة نساء بلاده، المدن تتبعه والبحار تتبعه، وحبيبته التى لا يرى غيرها تتبعه، هنا لا تصفو السماء ولا تنبت الشمس كما تنبت فى بلاده،
فى مركب الليل جلس وحيداً، يتصيد الفرح فى عالمه الحزين، يرقب الطائرات التى قذفت به بعيداً، حيث بحر بلا شطآن وصفير ريح، وتقاسيم ناي حزين تخترق شرنقة أوجاعه، فى ضوء شاحب يسكبه قمر وحيد، حاول الإمساك بحلمه الذى إختفى خلف سحب داكنة،
جاءته وهو يقفز من مركبة الليل بثوب فى زرقة البحر، كفراشة تحوم فوق مهجة الأنام الدافئة،
رائحة ضفائرها موغلة بذاكرته،
أطلقت من عينيها طلقة حنون،
فى غاية النعومة،
مجذوباً.. ومأسوراً.. ومسحوراً..
لإلتماع عينيها الذي أمسك به .
بقلم محمد محمود غدية / مصر
ثوب فى زرقة البحر
ملامحها تطارده فى كل النساء وكل الأماكن، فى بعض الأحيان يضبط نفسه متلبساً وهو يدور حول امرأة فى المقهى الذى إعتاد الجلوس فيه، يتأملها وحدقتا عينيه على إتساعهما ليكتشف أنها أخرى، أتبع يوماً إمرأة فى الشارع، كان يقفز وهو يحاول اللحاق بها، حين نظر إلى وجهها وجده ليس فى نضارة وجمال من أحبها، أشرقت النجوم فى الظلمة الثقيلة التى غلفت نافذته بضباب كثيف، إستسلم لسلطان النوم الطاغي، تدثر بالألم الرابض حوله، تتكسر خيوط الحلم على جسده الواهن، تزحف نحوه نيران الشوق الحارقة، فينكمش تحت الدثر، يهذى وهو يحمل حقائبه وجواز سفره لبلاد أخرى، وبحار أخرى، تدوسه المركبات المسعورة، مشرداً فى ليل العالم الواسع، يشرب غربته كل يوم مع قهوة الصباح،
فى المقهى تقفز ذاكرته لتحتل المقعد المواجه له، وهى المتوهجة ألقا وبهجة، يتأمل الدموع التى تترقرق فى عينيها الوديعتين الصافيتين، وهى لا تخفض بصرها عنه، إنها السلالة الفريدة لإمرأة موشاة برسم الطواويس وحوريات البحر، المدن ليست فى جمال مدينته، ولا النساء فى رقة ووداعة نساء بلاده، المدن تتبعه والبحار تتبعه، وحبيبته التى لا يرى غيرها تتبعه، هنا لا تصفو السماء ولا تنبت الشمس كما تنبت فى بلاده،
فى مركب الليل جلس وحيداً، يتصيد الفرح فى عالمه الحزين، يرقب الطائرات التى قذفت به بعيداً، حيث بحر بلا شطآن وصفير ريح، وتقاسيم ناي حزين تخترق شرنقة أوجاعه، فى ضوء شاحب يسكبه قمر وحيد، حاول الإمساك بحلمه الذى إختفى خلف سحب داكنة،
جاءته وهو يقفز من مركبة الليل بثوب فى زرقة البحر، كفراشة تحوم فوق مهجة الأنام الدافئة،
رائحة ضفائرها موغلة بذاكرته،
أطلقت من عينيها طلقة حنون،
فى غاية النعومة،
مجذوباً.. ومأسوراً.. ومسحوراً..
لإلتماع عينيها الذي أمسك به .