رضا أحمد - كيوبيد حفيد الفراشات ...

قبل أن يودعونا
تفاهموا تماما مع الحزن؛
تركوا ملامحنا خارج الذاكرة تحرثها مخالب الوقت
فطر أبيض نما
شفقة غامضة تخنقها تجاعيد
وصدأ أصاب مكابح القلب.
مما صنعت الكدمات؟
من قبضة خائفة
وخطة جيدة
وأصابع على امتداد حيرتك
وجدت فيك الأحمق المناسب
لتلقي الصفعة
بمحبة.
أعلم أننا لو اجتمعنا في جنازة تعارف
لأفرجت قلوبنا عن أغطيتها
وفي فورانها الأبيض
فورانها المر
صراخ بائت،
ورمت نفسها في الطرقات
تتبع الميت منا
في نسخته الأصلية
التي صنعتها الدموع؛
لا أحد يبقى باسمه
وابتسامته المشذبة.
مما صنعت المحبة؟
من الخوف
عند منتصف الليل تجد سريرك فارغا
وهذا ليس موتًا لتتخطاه؛
تحتاج لذاكرة كريهة
ويد تعبث في سروالك،
تحتاج إلى أيام طويلة لتتعلم كيف تضفر أمعاءك
وكيف تصنع من مناماتك فقرات إعلانات
لكن عند المحبة
كل ما تريده هو مساحة خالية
في لوحة زيتية
وفرشاة ترتشف من ملامحك
ما تشتهيه في أنثى.
سيكون هناك متسع من الوقت
لنخفف صيغة الهجر
نبدأ بـ "لدي عيوبي الصغيرة"
و "سنكون على تواصل"
ثم "لنجعل بيننا مسافة دافئة"
و "لم نتفق كثيرا"
وننتهي بـ "أنا في الجانب الآمن الآن"
لو أن محو الأسماء أكثر رقة في هواتفنا.
مما صنعت الكراهية؟
من الجوع
من نظرة طويلة إلى السماء
لا تنحتها العفوية
ولا تعود نثارًا إلى غبارها الأول،
نظرة صدقت كل ما تراه
حتى الأرجوحة المذهبة
التي يلهث فوقها كيوبيد،
نظرة عادت إلى الأرض
غامضة
محدودة
وتائهة بين عينين.
قبل أن يودعونا
كان للمرايا جدوى كبيرة،
براءة تهمس بها أدوات التجميل:
سنساعدك على إبقاء نفسك على الحياد
والأسى يفتك بجوارحك
ويحطم عظامك،
كان للمرايا يدها الخبيرة
التي تغطي غيابك.
مما صنع القلب؟
من الألم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى