سفيان صلاح هلال - أُحَلّقُ في فضاء اشتياقي..

أُحَلّقُ في فضاء اشتياقي
كأنّني أرْخِي جناحيَّ الحنينِ على حريرٍ
في دمي
ما يُشبِهُ الغــــــــــايـــــــــــــاتِ
يملكني
فضـــــــــــــــــــــــــــــــاءٌ
من سديـــــــــــــــــــــــم الأخيلةْ
رُوحي
حرائقُ النفيــــــــــــــــــــــــسِ
في الخبيثِ
تنْشرُ الدخانَ
والبخـــــــــــــــــــــــــــورَ
حيث تختفي القلوبُ
والنفوسُ
من عيون فوضى شـــــاملةْ
يُرتِّبُ العشاقُ أيَّــــــــــــــــــامِي
فأعلو فوق تيه الوقتِ
مُنْضَمًّا إلى سربٍ يحلِّقُ
في سماء الوردِ
أو يتنفس الألحانَ
عبر ربيع كلّ الأزمنةْ
وادٍ من الأنوارِ
تأسرني شوارعُهُ
له فيْضٌ من الأسرارِ
لا تخفى مفاتنُهُ
على جِـــــــــــــيـــــــــــنٍ تَرَبَّى
في حدائقَ غَربَلتْ
موْجَ الليالي الآفلةْ
تقول لِي كلُّ النصوصِ صراحةً
لا شيء يثمرُ
غيرُ نورِ الروحِ
والدرب الذي نَحَتَتْ
خرائطَهُ
رياحٌ في الطريق مُواصِــــــــــلةْ
هنا العمــــــــارُ
ويعْشق القلبُ الزحامَ
بهِ
الشوارعُ تحْتمي
من سطوة الموت المحوِّم حولها
وبه يلوذ المستغيثون انْعتاقًا من
رجومِ
الأسئلةْ
هنا الســــــيـــــــــــــــــاحـــــةُ
في الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاةِ
الآسِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرةْ
أدُورُ في فلك الرهافةِ
كلّما فتَنتْ شعوري لمحةٌ
أعطيتها حقَّ الحضورِ
على الجسورِ
عرضْتُهاعبْر العصورِ
بفلسفات زاهرةْ
تتقلب الأيامُ
والأحداثُ
تأتينا الوجوهُ بوهمِها
طمعًا
وحُلمًا
بعض وقتٍ
ثمَّ تَلْبَسُ وجهَنا
ونحن نضحك دائمًا
هنا معالجة الدماء الخاثرةْ
أنا ابن من فرشوا القلوبَ
لخُضـــــــــــرة الرحمنِ
من نحتوا المصاطبَ
تجْمع الخلانَ
يخرج من فمي وردٌ
وفي دمي يجولُ
رحيقُ نهر النيلِ
والإنسانُ
والمعنى
وظلٌّ
من هجيرِ الحيرةِ الأعْمَى
أروُّضهُ ....
وقلبي
جابرُ المكسورِ
حارسُ
منتجاتِ النورِ
كم آوى
وكم صدَّ
وكم يرعى
وكم أغراه صيدُ الليلِ
فانتفضت فرائدُهُ
وقام ليَرْجمَ الليلَ
ويسكبَ ماءَ حكمتِهِ
على ما يشعل الويلَ
هنا الجــــــــــــــــــــــــــــدوى
و "تيحوت" الذي جلّى (1)
وشدَّ الصبح من أنيابِ
من أغشَى
فكان النورُ
بعد العتمة العُظمَى
وآخَى البدرَ والكرسي والميزان والوردَ
وأرْثَى مبدأ الحكماءِ
والأوطان ِ
والخطواتِ
من مستنقع الغاباتِ
حتى مشرق الإدراكِ
حيث جواهر الأشياءِ
والدستورِ
فالتمس الرضا للنورِ
حاذَرَ باطن الديجورِ
أهدى الزهرة اللوحاتِ
أهداني الرحيق حقيقة المعنى
هنا دوما
محاصرة الحروب الخاسرةْ


(1) تيحوت": رب العلم والحكمة وحاضر محكمة القلب عند المصريين القدماء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى