محمد محمود غدية - بنت إسمها فرحه

البنت الصغيرة، إسمها فرحه، أبعد ماتكون عن الفرح، عاشت فى بيئة متواضعة، متوسطة الجمال، بداخلها طاقة إيجابية من الحب، تكفى العالم وتفيض، توقفت عند الشهادة المتوسطة، كانت ترغب فى الجامعة، لكن المسافة بين ماترغبه والإمكانيات بعيدة، محبتها ورقتها، تضفى عليها جمالا، تفتقر إليه الكثير من البنات فى سنها، بسيطة الملبس، رشيقة الخطى، توزع محبتها بالتساوى لكل من حولها، للحب لغة بكماء، شفيفة كالنهار، لايمكن إخفاءها، يستشعرها المرء ويلمسها، ولأن الكل يحبها فقد عرض عليها، صاحب معرض الأدوات المنزلية، أول ناصية الشارع الذى تسكن فيه، إدارة المعرض، لإنشغاله بالسفر طول الوقت، فى شراء مستلزمات المعرض، بعد شهورأثبتت جدارتها بأمانتها، وحسن التعامل مع العملاء، عنتر إبن صاحب المعرض يكبرها بأعوام ثلاث، منذ أن عملت فرحه فى المعرض، وعنتر لم يغب يوما واحدا، وهو الذى كان يلعب مع أصحابه طول الوقت، يأتى بالفطار الذى يتناوله معها، ويشربا الشاى بتلذذ وحايات يشوبها المرح، صرح بحبه لها، وهو الذى لم يدخل مدرسة قط، لتدلله الزائد ومعرفته أنه الوريث الوحيد لوالده،
لم تجرب الحب من قبل، والذى قرأت عنه يوما، لا تدرى أين ؟
إذا رأيت ملامحك جميلة، فأنت تحب !
لم ترفض الحب الذى لمسها، وطار بها نحو السماء للمرة الأولى، ومازالت هناك محلقة،
لا تستطيع جاذبية الأرض على الإمساك بها، هكذا يفعل بها الحب، أغمضت عينيها، وحلمت بثوب الزفاف الأبيض، تفاجئت به يوما يقبلها عنوة، تعبيرا عن فوضى مباغتة، صدته غاضبة، وهددته بأنها ستخبر والده بما فعله، وقررت أن
لا تحادثه بعد اليوم،
بعدها لم يعد يذهب الى المعرض، ولم تعد تراه،
وهى التى عضها الفقر بنابه، وإختطف الموت والدها، وحبيبها الذى أبعدته، دنيا لا تعطينا كل مانريد، حتى لو أوهمتنا أنها طوع إرادتنا، ولأنها قادمة من حارات ليل معتم، قررت أن تفتح الشرفات، وتدعو الصباح، ليشاركها فنجان شاى بالنعناع، وتدعو عنتر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى