جاء في الكتب العتيقة أن كائنا غريبا سيخرج من جوف النهر؛بدأ العرافون يضربون الودع؛ فقد اقترب زمانه!
أقسم أحدهم بأنه بعين واحدة؛ إصبع إبهامه أطول من قرن الخروب؛ أسنانه منشار عم شنقار!
تلك حكاية ؛ تطوع أحدهم وأخبرنا بوصفه؛ رأيته؛ كم كان طيب القلب!
يتغدى بشطيرة خبز ووعاء لبن من بقرة حمراء فاقع لونها؛ وجهه أشبه بقرص عسل النحل؛ في رقبته مسبحة عدد حباتها تسع وتسعين؛ يضع قلم رصاص فوق شحمة أذنه مربوط بحبل في رقبته!
جيب صداره مليء بقطع السكر نبات؛ نتبع خطوه؛ سعيد من نال واحدة؛ يجري وقد أطلق ساقيه للريح؛ فعم شنقار رجل طيب؛ مبارك من تمتم له بدعوة صالحة؛ حتى إن جدتي خوفتني من مشاكسته؛ فالقطة السوداء ذات الأذن الواحدة كانت امرأة سرقت منه فأرته الخشبية؛ فكل أدوات شغله تمائم سحرية!
كان يتغنى:في قلبي المزامير وفي إيدي المسامير وأنا الشاب الأمين!
غير أن ما جرى أنسانا أغانيه وموال الصبر ينشده؛ مضت أزمنة لاتحصى؛ عمنا شنقار صنع عند ضفة النيل سفينة لها أجنحة حتى قالوا إنه سيطير بها في الهواء؛ نادى عم أبوطيفة في البلاد:
يا ولاد الحلال
اقترب زمن الطوفان!
خرج الكفر عن بكرة أبيه؛ رجالا ونساء، صبايا وصغارا؛ حتى القطط والكلاب؛ تجمع الناس يتساءلون:
من ياترى سيأخذه معه عمنا شنقار؟
مؤكد أنه سيركب معه الأغنياء؛ فهؤلاء لايناسبهم غير الدرجة الأولى؛ في كفرنا دارت مناوشات؛ عراك بالعصي يصاحبه صويت النسوان؛ يمضي عمنا شنقار في طريقه حاملا منشاره يكمل سفينته؛ يتوسل إليه الفقراء؛ يرجوه اليتامى؛ تستحلفه الأرامل؛ الكفر محاط بالنهر يوشك أن يفيض فيغرقه؛ لايعبأ بتوسلات ولايستمع لمساومات؛ يقال إنه رأى في نومه وجوه الناجين؛ ينظر في الناس ويمضي؛ معه جراب كلما وجد أحدهم وضع حصاة؛ يستحث أبوطيفة الناس بالفرار؛ يصمت صاحب السفينة فكل شيء بآوان؛ كتاب أصفر مع شيخ مغربي؛ فيه سطور وأشكال وألوان؛ قطة بيضاء ويمامة زرقاء وجمل يشبه جمل عمنا رمضان السقا!
عراك بالعصي؛ يقال عند تلة جادو ديك بخرج ساعة أذان الجمعة بين الأولى والثانية له عرف من ذهب؛ يزداد الماء في النهر؛ يجرون وراء الديك؛ يزداد بريق عرفه الذهبي لمعانا؛ صخب في الزاوية يكاد النهر يبتلع الكفر؛ يسرع عمنا شنقار؛ يتبعه الأطفال، وجوه أشد بياضا من اللبن؛ يفرد العربي منسي قلع السفينة كأنه نخلة سيدنا آدم ستين ذراعا!
يبدو أن ذا العين الواحدة والأنياب الحديدية لن يدع في كفرنا رغيف خبز إلا والتهمه او بقرة إلا وحلبها؛ يشاع إنه مصاص دماء؛ تبرق عيناه في عتمة الليل فتخالها نارا ينفثها شيطان البركة!
رعد وبرق؛ نسوة شعورهن أشبه بأغصان الصفصاف؛ تجري السفينة كأن جن سليمان يحركها؛ بشر من كل صنف؛ بيض وسود وحمر؛ سبعة ثعالب تسبقها خمسة ذئاب؛ أفواه كأنها سرداب آخر الزمان؛ لاندري من نهش لحم الديك الذهبي، تناثرت حكايات عن امرأة عرافة تسكن قبالة الشيخ صفوان!
عمنا شنقار ترك نجارة الباب والشباك؛ لم يعد أحد يتذكره؛ ضربه النسيان في كفر النوام!
أقسم أحدهم بأنه بعين واحدة؛ إصبع إبهامه أطول من قرن الخروب؛ أسنانه منشار عم شنقار!
تلك حكاية ؛ تطوع أحدهم وأخبرنا بوصفه؛ رأيته؛ كم كان طيب القلب!
يتغدى بشطيرة خبز ووعاء لبن من بقرة حمراء فاقع لونها؛ وجهه أشبه بقرص عسل النحل؛ في رقبته مسبحة عدد حباتها تسع وتسعين؛ يضع قلم رصاص فوق شحمة أذنه مربوط بحبل في رقبته!
جيب صداره مليء بقطع السكر نبات؛ نتبع خطوه؛ سعيد من نال واحدة؛ يجري وقد أطلق ساقيه للريح؛ فعم شنقار رجل طيب؛ مبارك من تمتم له بدعوة صالحة؛ حتى إن جدتي خوفتني من مشاكسته؛ فالقطة السوداء ذات الأذن الواحدة كانت امرأة سرقت منه فأرته الخشبية؛ فكل أدوات شغله تمائم سحرية!
كان يتغنى:في قلبي المزامير وفي إيدي المسامير وأنا الشاب الأمين!
غير أن ما جرى أنسانا أغانيه وموال الصبر ينشده؛ مضت أزمنة لاتحصى؛ عمنا شنقار صنع عند ضفة النيل سفينة لها أجنحة حتى قالوا إنه سيطير بها في الهواء؛ نادى عم أبوطيفة في البلاد:
يا ولاد الحلال
اقترب زمن الطوفان!
خرج الكفر عن بكرة أبيه؛ رجالا ونساء، صبايا وصغارا؛ حتى القطط والكلاب؛ تجمع الناس يتساءلون:
من ياترى سيأخذه معه عمنا شنقار؟
مؤكد أنه سيركب معه الأغنياء؛ فهؤلاء لايناسبهم غير الدرجة الأولى؛ في كفرنا دارت مناوشات؛ عراك بالعصي يصاحبه صويت النسوان؛ يمضي عمنا شنقار في طريقه حاملا منشاره يكمل سفينته؛ يتوسل إليه الفقراء؛ يرجوه اليتامى؛ تستحلفه الأرامل؛ الكفر محاط بالنهر يوشك أن يفيض فيغرقه؛ لايعبأ بتوسلات ولايستمع لمساومات؛ يقال إنه رأى في نومه وجوه الناجين؛ ينظر في الناس ويمضي؛ معه جراب كلما وجد أحدهم وضع حصاة؛ يستحث أبوطيفة الناس بالفرار؛ يصمت صاحب السفينة فكل شيء بآوان؛ كتاب أصفر مع شيخ مغربي؛ فيه سطور وأشكال وألوان؛ قطة بيضاء ويمامة زرقاء وجمل يشبه جمل عمنا رمضان السقا!
عراك بالعصي؛ يقال عند تلة جادو ديك بخرج ساعة أذان الجمعة بين الأولى والثانية له عرف من ذهب؛ يزداد الماء في النهر؛ يجرون وراء الديك؛ يزداد بريق عرفه الذهبي لمعانا؛ صخب في الزاوية يكاد النهر يبتلع الكفر؛ يسرع عمنا شنقار؛ يتبعه الأطفال، وجوه أشد بياضا من اللبن؛ يفرد العربي منسي قلع السفينة كأنه نخلة سيدنا آدم ستين ذراعا!
يبدو أن ذا العين الواحدة والأنياب الحديدية لن يدع في كفرنا رغيف خبز إلا والتهمه او بقرة إلا وحلبها؛ يشاع إنه مصاص دماء؛ تبرق عيناه في عتمة الليل فتخالها نارا ينفثها شيطان البركة!
رعد وبرق؛ نسوة شعورهن أشبه بأغصان الصفصاف؛ تجري السفينة كأن جن سليمان يحركها؛ بشر من كل صنف؛ بيض وسود وحمر؛ سبعة ثعالب تسبقها خمسة ذئاب؛ أفواه كأنها سرداب آخر الزمان؛ لاندري من نهش لحم الديك الذهبي، تناثرت حكايات عن امرأة عرافة تسكن قبالة الشيخ صفوان!
عمنا شنقار ترك نجارة الباب والشباك؛ لم يعد أحد يتذكره؛ ضربه النسيان في كفر النوام!