كل شيء انقلب رأسا على عقب؛ اختفت الأشجار التي كانت تزين المدينة؛ تكدست تلال من النفايات فتكاثرت الفئران بصورة غير معقولة؛ هربت القطط إذ صارت عاجزة عن ملاحقتها؛ حاولت حاكمة المدينة مواجهة ذلك الحدث؛ تبث أجهزة التوعية بيانات على رأس الساعة؛ ارتدى المواطنون القفازات البلاستيكية؛ وضعوا كمامات على أنوفهم خشية انتقال العدوى الفيروسية؛ باتت مدينتا محاصرة؛ حين تقابلت مع جاري عند محل البقالة بدا مصابا بالهلع؛ يشتري أطعمة تكفي لنصف العام؛ حاولت جاهدا أن أخبره بأن تلك حالة عارضة؛ حدج في وجهي؛ انصرف خشية أن يصاب بالوباء؛ اشتريت رغيف خبز وقطعة جبن وعلبة عصير؛ تذكرت زوجتي؛ أضفت إلى القائمة عبوة بازلاء مجففة؛ انعطفت على الجزار؛ ربما أكون متساهلا بعض الشيء؛ وجدت زوجتي اللحم محاطا بسياج من الدهن!
حاولت التخلص مما يدور في رأسي؛ هذه البنايات علب مغلقة؛ كل شيء في تلك المدينة يدار بزر إلكتروني؛ كاميرات المراقبة متصلة بأجهزة تصنت عملاقة؛ تخيلت أن أثداء النسوة تراقصها تلك الذبذبات القادمة عبر الأثير؛ تتابع أمواج من البشر؛ يجرون وراء الحافلات؛ شبح مخيف يحاولون الهروب منه؛ لاتكتفي حاكمة المدينة بتلك الأجهزة بالغة الذكاء؛ أوقفت رجالها عند مداخل الميادين؛ لجان تتراص أمامها الجموع؛ يدققون في بطاقات الهوية الممغنطة؛ ثمة أرقام يجري البحث عن حامليها؛ كلما اصطادوا واحدا أحدثت آلة الصفير دوي السعادة؛ تحسست بطاقتي؛ لقد سلبها عصفور غريب؛ حين كانت زوجتي تنشر ثيابي-وكثيرا ما تفعل- نكاية في جاراتها اللواتي ينشرن الشائعات أنني رجل بلا خصية؛ تصر أن تغيظهن بأن تغطي واجهة الشقة بثياب ألوانها قرمزية؛ وصلت تلك النميمة إلى حاكمة المدينة؛ أشار عليها أحد مستشاريها بأن تأخذ خلية من جسدي ومن ثم تقوم المعامل باستنساخ ألافا من هذا الذي بلا خصية؛ ساعتها لن تحتاج إلا لمواطنين من نوعية ممتازة؛ يجيدون تنفيذ الأوامر؛ يدبون في طرقات المدينة كائنات مطيعة؛ تحدد لها عدد الأرغفة التي تتناولها؛ المفردات التي تختزنها؛ المرات التي ينزون فيها على نسائهم؛ مؤكد أن هذا يوفر الحافلات والطرق والكباري التي ترهق ميزانية المصرف الوحيد؛ حين أخذوا مني تلك الخلية؛ لم يفطنوا إلى سر "الجينوم" إنني كائن مستنسخ مرات من قبل!
جرى كل هذا في ثوان معدودة؛ رأيت بشرا يتطابقون معي؛ يصعدون سلم البناية التي أسكنها؛ يتعاركون لأجل أن يتناولوا طبق البازلاء ويصطادون قطع اللحم المحاطة بالدهن؛ أمسكت زوجتي بعصاها ومن ثم أخرجتهم؛ أغلقت الباب؛ استطعت الدخول من نافذة خلفية؛ غير أن حاكمة المدينة كانت قد أصدرت أمرا بالقبض علي بتهمة التلاعب في الجينات!
فتحت التلفاز؛ ثمة خبراء يظهرون أهمية شفرتي الوراثية؛ لم أجد مهربا غير أن أدس رأسي في الوسادة ومن ثم أغط في نوم عميق!
تسللت إلى ذهني فكرة؛ أن أعلن عن بيع شفرتي الوراثية؛ ساعتها ستمتليء ثلاجتي باللحم؛ يكون لدي رصيد في مصرف المدينة؛ أمتلك سيارة فارهة؛ أستبدل زوجتي بأخرى؛ لقد صارت مملة بما يكفي!
في تلك اللحظة اقتحمت تلك المملة الغرفة ومن ثم طلبت مني أن ألقي النفاية في المقلب!
حاولت التخلص مما يدور في رأسي؛ هذه البنايات علب مغلقة؛ كل شيء في تلك المدينة يدار بزر إلكتروني؛ كاميرات المراقبة متصلة بأجهزة تصنت عملاقة؛ تخيلت أن أثداء النسوة تراقصها تلك الذبذبات القادمة عبر الأثير؛ تتابع أمواج من البشر؛ يجرون وراء الحافلات؛ شبح مخيف يحاولون الهروب منه؛ لاتكتفي حاكمة المدينة بتلك الأجهزة بالغة الذكاء؛ أوقفت رجالها عند مداخل الميادين؛ لجان تتراص أمامها الجموع؛ يدققون في بطاقات الهوية الممغنطة؛ ثمة أرقام يجري البحث عن حامليها؛ كلما اصطادوا واحدا أحدثت آلة الصفير دوي السعادة؛ تحسست بطاقتي؛ لقد سلبها عصفور غريب؛ حين كانت زوجتي تنشر ثيابي-وكثيرا ما تفعل- نكاية في جاراتها اللواتي ينشرن الشائعات أنني رجل بلا خصية؛ تصر أن تغيظهن بأن تغطي واجهة الشقة بثياب ألوانها قرمزية؛ وصلت تلك النميمة إلى حاكمة المدينة؛ أشار عليها أحد مستشاريها بأن تأخذ خلية من جسدي ومن ثم تقوم المعامل باستنساخ ألافا من هذا الذي بلا خصية؛ ساعتها لن تحتاج إلا لمواطنين من نوعية ممتازة؛ يجيدون تنفيذ الأوامر؛ يدبون في طرقات المدينة كائنات مطيعة؛ تحدد لها عدد الأرغفة التي تتناولها؛ المفردات التي تختزنها؛ المرات التي ينزون فيها على نسائهم؛ مؤكد أن هذا يوفر الحافلات والطرق والكباري التي ترهق ميزانية المصرف الوحيد؛ حين أخذوا مني تلك الخلية؛ لم يفطنوا إلى سر "الجينوم" إنني كائن مستنسخ مرات من قبل!
جرى كل هذا في ثوان معدودة؛ رأيت بشرا يتطابقون معي؛ يصعدون سلم البناية التي أسكنها؛ يتعاركون لأجل أن يتناولوا طبق البازلاء ويصطادون قطع اللحم المحاطة بالدهن؛ أمسكت زوجتي بعصاها ومن ثم أخرجتهم؛ أغلقت الباب؛ استطعت الدخول من نافذة خلفية؛ غير أن حاكمة المدينة كانت قد أصدرت أمرا بالقبض علي بتهمة التلاعب في الجينات!
فتحت التلفاز؛ ثمة خبراء يظهرون أهمية شفرتي الوراثية؛ لم أجد مهربا غير أن أدس رأسي في الوسادة ومن ثم أغط في نوم عميق!
تسللت إلى ذهني فكرة؛ أن أعلن عن بيع شفرتي الوراثية؛ ساعتها ستمتليء ثلاجتي باللحم؛ يكون لدي رصيد في مصرف المدينة؛ أمتلك سيارة فارهة؛ أستبدل زوجتي بأخرى؛ لقد صارت مملة بما يكفي!
في تلك اللحظة اقتحمت تلك المملة الغرفة ومن ثم طلبت مني أن ألقي النفاية في المقلب!