محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كيف يمكننا أن نتحدث عن الحُب

كيف يمكننا
أن نتحدث عن الحُب
عن مأزق النوم على فخذ تُطالبنا بأن نكون احرارا
عن مأزق الفشل
في ابتكار طُرق جديدة للبكاء
بلساني الذي يتدلى كمشاعر شرِهة امام الفتراين
بوجهي المُستعار
من مشهد جُثة
انا الذي لم اقض نحبي ، في انفلات الحُب
وفي انقلاب شاحنة
وفي عبور صحراء مكدسة بالوعود المؤكدة للموت جافاً
لم اقضِ نهبي برصاصة
حين كانت الثورة ، كدجاجة جائعة تلتقط الحَب
تلتقط الرأس تلو الاخرى
لم اقضِ نحبي في قصيدة تأبين ثائر ، مات ولم يعرف ذلك الا بعد أن هتف
وارتدى صوته ملغماً بالجند
ولم اقض نحبي ايضاً
في رحم امي ، حين استبدلوا حبلها السُري ، بحبل مشنقة
انا الذي كانت حياتي
عبارة عن محاولات نجاة مُستمرة من الزكام
والغرق في الاعتياد
والقفز من شُرفات طيبة
ما الذي يجب عليّ أن افعله في هذا العالم ؟
انا الذي مهنتي الكلمة
وقد استهلكتها في العراكات
وفي جدالات المقاهي ، في الشخبطات على جدران المنفى
وفي مفاوضات داعرات
لا يُجدن عن العربية سوى لفظ الدينار
ما الذي افعله
انا الذي لم ارغب في هذه الحياة بشيء
سوى أن امتلك المعدة الصلبة امام الخمرة
والداعرة التي لا تتلصص للجيب
والقلم الذي
لا يُصاب بالقرف
حين يكتب عن الدم

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى